لا عجب يا مسلمين يا عرب
استمرار الجدل بالمغرب حول دعوة مستشار سابق لاسحق رابين
التاريخ: 1433-9-8 هـ الموافق: 2012-07-27 05
22

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس
الرباط ـ وكالة قدس نت للأنباء
يستمر الجدال بالمغرب حول دعوة ناشط اسرائيلي لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية الى جانب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ومسؤولين فلسطينيين آخرين وقادة الاحزاب والتيارات الاسلامية بالعالم العربي.
وعبر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن إدانته للدعوة التي وجهها حزب العدالة والتنمية للناشط الإسرائيلي عوفير روبنشتاين الذي وصفته الجمعية بأنه يعتبر من أحد المسؤولين الصهاينة.
واعتبرت الجمعية ان استضافة حزب رئيس الحكومة لهذا الإسرائيلي، بأنها تشكل تماديا في سياسة التطبيع التي تناضل ضدها الحركة العالمية المناهضة للصهيونية المعروفة اختصارا بـ "BDS" والتي تطالب الجمعية ــ العضو فيها ــ الحكومة المغربية بإصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله، من ضمنه التطبيع التجاري الذي يأخذ أبعادا كبيرة بحلول شهر رمضان كل سنة حسب ما نشرته العديد من الصحف من تدفق التمور الإسرائيلية على الأسواق المغربية.
وطالب المكتب المركزي للجمعية في اجتماعه، من الدولة المغربية بالتصديق على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تختص بمتابعة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بالإضافة إلى جريمة العدوان. واصدر حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية اعتذارا عن ما سببته دعوة عوفير روبنشتاين مستشار اسحق رابين رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ورئيس منتدى للسلام في فرنسا وحضوره المؤتمر الوطني السابع للحزب.
واكد الحزب ان دعوة روبنشتاين جاءت بصفته الفرنسية ودعمه للقضية الفلسطينية الذي اهله لحمل جواز سفر دبلوماسي فلسطيني صرفته له السلطة الفلسطينية.
واكد الحزب تمسكه بمناهضة التطبيع مع الدولة العبرية وهو الموقف الذي يتبناه دائما, وفقا لما نشرته صحفي "القدس العربي" اللندنية في عددها اليوم الجمعة.
واعربت صحيفة "دايلي كالير" الالكترونية الامريكية التابعة للمجموعة الاعلامية "والت ستريت جورنال" ان الامريكيين ذهلوا من تصرف اتباع حزب العدالة والتنمية الرافض لاستضافة عوفير روبنشتاين ، وقالت ان الاسلاميين قدموا اعتذارا على دعوة يهودي ولم يعتذروا على استضافة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وذكر ان امريكا تصنف "حماس" بمنظمة ارهابية.
وكشفت اليومية الالكترونية ان هذا التصرف لم تفهمه دوائر صنع القرار الامريكي لأن المغرب حسب هؤلاء يعتبر نموذجا للانفتاح وان ملكه كان نموذجا للانفتاح، كما كشفت ان ملكه له علاقة متينة باليهود في اسرائيل من اصل مغربي ويقدر عددهم بسعمئة الف شخص، وذكرت بحوار كبير الحاخامات في اسرائيل شلومو موشيه عمار لمجلة "لوبسرفاتور دو ماروك" وقال فيه ان المغرب بلد التسامح.
وكتب الموقع "لا يحدث كل يوم أن تجبر حكومة عربية على الاعتذار لاحتضاها علنا ناشط سلام مؤيد للفلسطينيين. الغريب، أن جريمة عوفر روبنشتاين هي أنه يهودي". وأضاف أن مجرد ظهور صورة للمستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق رابين، وهو يبتسم مع قادة حزب "العدالة والتنمية" بما في ذلك عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، أحدثت ضجة، بلغت ذروتها يوم الاثنين عندما أجبر الحزب على الاعتذار عن دعوة روبنشتاين، الذي أسس ولا زال يقود "المنتدى الدولي للسلام في باريس".
ولاحظ الموقع "لكن لم يأت اعتذار لظهور رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في نفس الحدث". مشيرا إلى أن مشعل قال خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحزب الإسلامي انه مستعد "ليموت شهيدا لفلسطين". وقال الموقع إن منظمة "حماس" الذي ينتمي إليها مشعل، هي من بين 51 منظمة عالمية تضعها وزارة الخارجية الأمريكية على قائمة المنظمات التي تصفها بـ "الإرهابية".
من جهتها أعربت منظمة شباب حزب العدالة والتنمية عن اعتزازها وثقتها في الحزب ومبادئه الثابتة المناهضة للتطبيع بكل أشكاله مع اسرائيل، مؤكدة رفضها للتوظيف السياسي وللمزايدات الضيقة في قضية يعرف القاصي والداني موقف حزب العدالة والتنمية منها.
وثمنت شبيبة العدالة والتنمية في بلاغ أصدرته عقب "الضجة" التي خلفها حضور عوفر روبنشتاين للمؤتمر الاعتذار الذي قدمته قيادة الحزب عن خطأ استقبال هذا الشخص، والذي أوضحت فيه حيثيات الموضوع، داعية للحذر من تكرار مثل هذه الأخطاء.
وأكد البلاغ على مركزية القضية الفلسطينية في برامج شبيبة العدالة والتنمية، معبرة عن استعدادها التام للتعاون مع كل القوى الحية لدعمها ولمناهضة التطبيع مع اسرائيل.
واستنكر البلاغ توظيف شبيبة العدالة والتنمية في هذا الحدث من بعض الأطراف والمنابر دون اللجوء إلى بلاغاتها أو مسؤوليها، مستغربة من تحركات بعض الجهات الهادفة لجعل هذا الخطأ فرصة للطعن في الحزب والنيل منه خصوصا بعد النجاح الباهر الذي حققه مؤتمر الحزب من الناحية السياسية والديمقراطية والتنظيمية والإشعاعية.