منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قراءات نقدية للنصوص الذهبية ((ملحق تابع لمسابقة النص الذهبي))
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-23, 20:43   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
~| الشَآهْ خَآلِدْ |~
عضو مميّز
 
الأوسمة
النـص الذهبـي الثانـي 
إحصائية العضو










افتراضي

الكلام عن النقد الأدبي و مقومات الناقد بالجملة يقف على مقاييس و نوعيات تشى و لعل أهم هذه المقاييس هي منصوصية الوعي لدى الناقد و أنا من صفحتنا هاته أحببت جدا أن اتكلم في نفسية الناقد و ملكته العلمية قبل كل شيء
من هو الناقد ؟
و الجواب على هذا السؤال قد يأتي على كثير من الزُفَر فتدحضها
قرأت ذات مرة لأحد الكتاب و المبدعين في منصة النقد يقرر فيه مايلي أن قضية الوعي لدى الناقد و امتثاله لأيقونات و قواعد النقد هي من أصبحت المشكلة الحقيقة في هذا الفن فالنقاد في زمن الانتكاس العلمي يعتبرون الذائقة الذاتية هي الفيصل لدى وزن النصوص فوقعوا للأسف في - ما أريكم إلا ما ارى و ما اهديكم إلا سبيل الرشاد -
وإن هذا الطرح الذي نحن بصدد الإيغال فيه يلزمنا نحن ككتاب على مصاف النشأة أن نحدد أول حدود النقد و بعدها نبين الترابط العقلاني بين الملكة الفكرية و الأدبية و من ثمة الممارسة الحقيقة لهذا الفن الصعب وفق تراجيديا السبل النقدية المألوفة لدى أهل الصنعة في الرحابة الأدبية .
إن الكلام على الصنعة النقدية في ظل هذا التأخر الكبير لفنون الادب العربي في الجزائر تحديدا يعدُ استباق لهذا الفن في غير مفرصه إذ أن القارئ المتزن و العارف لفنون الادب يلاحظ التباين الكبير لحقيقة الوعي اللغوي المرافق لكل من هم لبس لباس الناقد البصير .
و من هذا على الناقد الفذ المتمكن و المتمرس في هذا الفن أن يراعي هذا الخلل عند همته لنقد النصوص المنشورة هنا و هناك و يشترط في الناقد أن يكون حياديا في طبعة نقده و ان يزن الامور بعقلانية الناقد المراعي لملكة صاحب النص و من ذلك أن يميز حين نقده بين نص الكاتب الحاذق و بين الكاتب المصطف على طريق الطلب للملكة الغائبة في نصه .
و أيضا أن لا يحكم كما اسلفت على النص بالفشل إذ ان احترام الكُتابْ على اختلاف قوتهم و ضعفهم أمرٌ حتمي بل يكفي ان يبين مواقع القوة و الضعف و يترك للقارئ الاختيارية في الذوق فلكل واحد منا حاسته الخاصة به .
و هناك أمر مهم وهو أن نفرق جدا و نُبينْ هذا التفاوت الكبير بين هذا الفن في دول المشرق و بين المغرب ككل فميكانيزمات النقد الأدبي هنا في الجزائر في أمس الحاجة لإعادة بلورتها فالمشارقة يعتمدون في الممارسة النقدية على مدارس فلسفية لها أصولها نابعة من مدارس فكرية حديثة لهذا الفن و تخلفنا نحن يرجع إلى تشعب الثقافة و اختلاف طرق التحليل في السرد اللغوي و الجمالي و الموضوعي و فراغ هذه الفروع الأخيرة من فلسفة النقد المتزن .
و مما سبق يتبين لنا هشاشة النقاد هاهنا بالجزائر إلا من شرب منهم من معين أصول هذا الفن و يتعين كما أسلفت على الناقد أن يكون حياديا فنانا متزن الأفكار مشبعا بروح الفلسفة اللغوية مراعيا لقامة النصوص و كتابها سليم النفس قويا في علوم آلة اللغة محيطا بجزئياتها مشمرا لخدمة هذا الفن الغائب في بلادنا و لا يفهم من كلامي هذا انكارا بوجود من هم اهل لهذا الفن و إنما أشرت فقط لهذه الهوة السحيقة التي أتت على الأدب و فنون فأكلت أخضره .
فلكم مثلا الدكتور عبد المالك مرتاض هذا الرجل الذي أعطاه الله وفرة في هذا الفن فإذا رجعنا إلى نشأت فكره و ملكته الأدبية وجدناه ذو ثقافة جليلة و ذكر هذا الأخير في كتابه نهضة الأدب في الجزائر أن هناك العديد من الأغلال التي تعيق الناقد الفذ من ممارسة طليعته في بلدنا و ذلك يرجع بداهة إلى الأحداث التاريخية التي المت بهذا البلد الكبير بأهله .
و للرجل جهودا و دراسات وضع من خلالها أسس هذا الفن و لازال إلى اليوم يعمل على ازالت المعوقات التي من شأنها دفن تاريخ الادب العربي في الجزائر .
و إن ذكرنا عبد المالك مرتاض فلا ننسى عثمان سعدي هذا العملاق الذي لا يتورع في تبيان نظرته الحياتية و الاجتماعية لهذا النوع من فنون الأدب فقد اتخلص أن تعدد الثورات على هذا البلد حجب عن مريدي هذا الفن العمل بمقتضاه .
و بالجملة نحن هنا بالجزائر يحتاج الناقد كما أسلفت إلى روية و تؤده في التعامل مع النصوص كما يحتاج تماما إلى قوة في فهم مراد الكاتب و يحتاج إيضا إلى ذائقة و ملكة أدبية تجعل منه قدوة قبل كل شيء
هذا ما تيسر و لربما لنا عند هذا الفن وقفات نستلهم منها ما غاب عنا و منكم نستفيد .
شكرا لك أخي الفيلسوف ان أثرت ماكان قد غاب بدواخلنا .

كن بخير

~'' شَآهِينْ ''~












رد مع اقتباس