هام جدا.
...........
تسارع الأحداث حول سورية على نحو غير مسبوق، جعل المراقبين في المنطقة والعالم يدركون أن المؤامرة الدولية التي خطط لها من زمن طويل، لن تتوقف حتى يسقط أحد طرفيها، إما سورية التي تستمد قوتها من إرادة الشعب المتمسك بوحدته الوطنية والمصرّ على مواجهة المؤامرة وهزيمتها مهما كان الثمن، أو المشاركون فيها من دول ومنظمات وهيئات دولية وإقليمية وعربية ومجموعات العملاء المرتزقة المنتشرين في العديد من العواصم الغربية والعربية الذين يرفعون لافتات المعارضة وحقوق الإنسان ويتباكون على سورية الوطن والشعب في مؤتمرات واجتماعات ينظمها لهم بشكل مفضوح وفج وزير الخارجية العثماني برعاية الجهات الممولة لخيانتهم وعلى رأسها مشيخة قطر والسعودية .
هذه الحقيقة التاريخية لم يدركها بعض محترفي السياسة الجدد والداخلين على خطوطها الحمر، فسورية بهذا المعنى الاستراتيجي هي أكبر من الجغرافيا وفي قلب وعمق تاريخ المنطقة الذي يتجاوز مفاهيم البراغماتية الجديدة على قاعدة الآن، أو هنا، وهو ما يحاول بعض الطارئين على المشهد الإقليمي والدولي تكريسه واستثماره والاشتغال عليه، معتقدين او واهمين أن أبناء وشعوب المنطقة بلا ذاكرة وأن وهج المال قد أصابهم بمقتل وهم بفعلتهم هذه يكونون قد ارتكبوا خطأً استراتيجياً بحق أنفسهم وشعوبهم أولاً وبحق الشعب السوري وقضية العرب المركزية قضية فلسطين، حيث يدرك كل ذي بصيرة أن سر الاهتمام الأميركي والغربي بما يجري على الساحة السورية والدفع بالأمور نحو مزيد من التعقيد وإسالة الدماء وإطالة أمد الأزمة هو جزء أساسي من هذه السياسة التي تسعى لتحقيق أحد أمرين الأول وهو استراتيجي ومؤداه ما أطلق عليه خداعاً (إسقاط النظام) والنظام هنا ليس السلطة السياسية وإنما بنية الدولة وترابطها العضوي، عندها تصبح مقولة إسقاط النظام لهجة مخففة ومزاعم سياسية إعلامية تخبئ في الجوهر تدمير الدولة ـ
..........
مصطفى قطبي
لأربعاء 15/آب/2012