اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحبُّ لأهل السُّنة
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أحببتُ أن أسأل ..
هل نأخذ بأحكام المتقدّمين على الإطلاق..؟
وإن كان كذلك فلما لا يأخذ العلماء -بشكل عام- بتحسين التّرمذي و سكوت أبي داود...إلخ..
و ما هو الضّابط في اعتبار قول العالم المتأخر ..؟
يعني متى نأخذ قول العالم المتأخر وندع قول المتقدم..
في أي حالة ..؟
أرجو أن يكون السؤال واضحا...
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا..
|
أخي الكريم أتمنى أن لايكون القصد من سؤالك الدخول في مناقشة التفريق بين المنهجين التي اشتهر المليباري بها في العالم.
أما مسألة الأخذ بأحكام المتقدمين فالكلام فيها مبسوط في كتب الحديث ، ومن كان متصديا لعلم الحديث يستطيع معرفة الفرق ومتى يأخذ بقولهم ومتى لا يأخذ وإن كان الغالب هو الأول لما علم عنهم من دقة وتحري وإلمام بهذا الفن وأمثلة هذا كثيرة .
الجواب عن سؤالك الثاني هو تفريع عن الجواب الأول فمن قال بالأخذ بإطلاق هو من يطرح عليه السؤال ، لكن سأجيبك باختصار :
الترمذي وأبو داود ليسا في العلم بالحديث والعلل كأمثال أحمد وابي زرعة وأبي حاتم وشعبة وبعض أئمة العلل الكبار ، وأنت تعرف وكل مشتغل بالحديث أن علم العلم من أغمض أنواع علوم الحديث، لهذا لم يتكلم فيه إلا أفذاذ الرجال وسبق ذكر بعضهم ومن طالع بعض كتب الحديث تبين له ذلك.
لكن سأعرض عليك مسألة وجوابك عنها يوضح لك ما غاب عن ذهنك :
هناك أحاديث حكم عليها أئمة العلل بأنها باطلة ولا تصح وبعضهم حكم عليها بالوضع ثم يأتي عالم محدث بعد هؤلاء يثبت صحة الحديث بجمع الطرق كما فعل السيوطي مثلا، فقل لي بربك بأي الحكمين تأخذ؟أبقول من نفى صحة الحديث وحكم عليه بالبطلان مع حفظه وإتقانه وإلمامه بالطرق والروايات أم من يأتي بطرق لم توجد في عصر أولئك وبعضها يرجع لبعض ويصحح أو يحسن الحديث تكثرا بطرق لا تقبل الصحة؟.
ثم هل برأيك أئمة الحديث كأحمد وشعبة وعبد الرحمن بن مهدي وابن المديني أتقى لله وأحرص على سنة نبيه أم من جاء بعدهم ؟
ثم أليس من التجاسر والتطاول على سنة النبي الكريم أن يحكم هؤلاء الأئمة على حديث بالوضع دون تتبع لطرق الحديث وهم أرفع وأجل وأعلى من أن يفعلوا ذلك بحديث وقصصهم في خوف الله وخشية الحساب أشهر من نار على علم ؟
أظن أن المسألة دقيقة جدا أخي الكريم ومن لم يخض غمارها ما تبين له وجه الصبح فيها إلا بشق الأنفس.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الحديث حقا علما وعملا.