السلام عليكم
نؤمن أن لله يدا تليق بذاته سبحانه وتعالى، فكما أن له ذاتا لا تشبه الذوات، فكذلك له صفات لا تشبه صفاتنا، فالكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، و قد أثبت الله سبحانه و تعالى له صفة اليد و هي يد تليق بذاته سبحانه و تعالى و قد جاءت هذه الصفة مفردة قوله تعالى: ( تبارك الذي بيده الملك) و جاءت على صيغة التثنية كقوله تعالى ( بل يداه مبسوطتان) و جاءت على صيغة الجمع ومنه قوله تعالى: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا)
و جاء في السنة ( و كلتا يديه يمين)
و هما يدان اثنان و ما جاء مفردا فإما أنه يراد به الجنس أو كان مفردا مضافا فيعم الصفة الثابتة، و ما جاء جمعا فذلك على سبيل التعظيم أو كما جرت عادة العرب أنهم إذا اضافوا المثنى لضمير التثنية أو الجمع جمعوا و منه قوله تعالى : (فقد صغت قلوبكما) فقد جمع القلب و المراد به قلب عائشة و حفصة رضي الله عنها.
و لكل أشعري أقول لماذا تثبت صفة الذات لله سبحانه و تعالى و تحرف باقي الصفات و المقام مقاما واحدا فإذا قلت أثبت ذاتا تليق بجلاله و لا يشبهه فيها أحد كذلك نقول نحن نثبت يدا تليق بجلاله و لا يشبهه فيها أحد. فالقاعدة (( الكلام في الصفات الذاتية فرع عن الكلام في الذات))
و نؤمن أن معنى قوله تعالى: ( و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون) أن الأيد هنا بمعنى القوة و هذه الآية ليست من آيات الصفات لأن الله لم يضف اليد لنفسه .
و مما يبين بطلان مذهب الأشاعرة و أن فعلهم لك تحريف لمعنى الصفة قوله تعالى: ( بل يداه مبسوطتان) فلو قلنا أن اليد هنا بمعنى القوة وجبة توجيه صيغة التثنية و على تفسيرهم يجب أن نقول قوتاه ذلك ممتنع لأنه لا صفتان من نوع واحد، و لو قالوا بل يراد بذلك التوكيد قلنا ذلك ممما لا نظير له في لسان العرب. و كذلك لو قلنا أن اليد هي القوة لما كان لآدم مزية على ابليس لأن إبليس كلك خلق بقدرة الله و الله قد خص آدم بقوله ( خلقت بيدي)
فهذا ما أدين الله به و اعتقده سرا و جهرا و لله الحمد و المنة