أن بلوغ الدرجات العالية في الجنة لا تنال إلا بالأعمال العظيمة ،
ومن الناس من لا تبلغ أعمالهم تلك المنازل
فيقيض الله لهم من أسباب الابتلاء والامتحان ما يرفع به درجاتهم .
ومنها :
أن الله يبلغ بعضاً من عباده درجة الشهادة التي هي من أعلى مراتب الأولياء ،
ولا تنال هذه الشهادة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها .
ومنها :
أن الله سبحانه إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم ؛
قيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها الهلاك والمحق ،
ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم ومبالغتهم في أذى أوليائه ،
ومحاربتهم وقتالهم والتسلط عليهم ،
فيكون ذلك سبباً في تعجيل العذاب في الدنيا للكفار وهلاكهم ،
كما قال تعالى
في بيان الحكمة من غلبة الكفار :
{ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ }
( آل عمران : 141 )
، قال ابن كثير
- رحمه الله -
: « وقوله
{ وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ }
؛ أي فإنهم إذا ظفروا بغوا وبطروا ،
فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم »