منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جدل التبعية .
الموضوع: جدل التبعية .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-17, 03:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

باب الحوار الوطني مفتوح فادخلوه بحب أيها السوريون
صحيفة الوطن السورية
حاتم صادق خربيط

بعد هذا الوقت الدموي المؤلم الطويل الذي كان الثمن فيه كبيراً جداً من دماء السوريين ووحدتهم وتضامنهم وأمنهم وأمانهم ولقمة عيشهم وأحلامهم وأمانيهم وخطط بناء مستقبلهم ووطنهم وحضارتهم وتطورهم ورقيّهم، مازال التمويل والتسليح والتدريب والتحريض والتجييش والافتراء والتزييف الإعلامي على أشده ويزداد شراسة كلما ارتفع مؤشر صمود السوريين وقدرتهم على مواجهة ظلم ووحشية العالم السفاح المتخفي تحت أردية التحضر والديمقراطية والدفاع الكاذب عن الحرية وحقوق الإنسان، ومازال الأتباع من أدوات التنفيذ العربية والإقليمية والخونة من (زلمهم) التكفيريين الوهابيين القاعديين المرتزقة وأذنابهم من القتلة والمجرمين واللصوص وحثالة المجتمع يرفضون الإصغاء إلى صوت العقل الذي فقدوه بعد غسل أدمغتهم وإلقاء السلاح للاحتكام إلى الحوار باعتباره الطريق الوحيد الذي يفضي إلى حل وطني للأزمة يوقف نزيف الدم الذي كان هناك إجماع منذ اللحظة الأولى على أنه حرام على كل السوريين.
نحن بحاجة إلى صحوة ضمير بسيطة لمن بقي عنده شيء منه، ونقاش هادئ وصريح مع النفس عند من يستطيع أن يفعل ذلك ولو لمرة واحدة دون ضغط من جهة خارجية أو داخلية تغدق عليه المال والسلاح والوعود وأحلام المناصب والقيادة، وتحشو رأسه بالأفكار الهدامة التقسيمية للوطن أو المجتمع، والتحريضية على القتل والتخريب والاغتصاب، والتكفيرية بلبوس وعود الشهادة ودخول الجنة...، لأن من الممكن أن يفتح مثل هذا النقاش وهذه الصحوة الباب على إمكان اللقاء مع الطرف الآخر بلا شروط مسبقة، والجلوس على طاولة الحوار الوطني للبحث عن حل للخروج من الأزمة المتفاقمة التي لم يعد يجدي الاستمرار الدموي العبثي فيها لأننا كسوريين جميعاً خاسرون في النتيجة، والرابحون على حساب نزفنا وأرضنا ومستقبلنا هم أوروبا وأميركا والصهاينة وعربان الخليج وعثمانيو تركيا الخارجون من جلباب التخلف، وهم جميعاً لم يتمنوا يوماً الخير لسورية ولا لشعبها ولم يتوقفوا عن التآمر عليها وعلى قيادتها لأنها كانت دائماً تعلن تمسكها باستقلالية قرارها، وانحيازها لحرية العرب وكرامتهم، واعتبار القضية الفلسطينية قضيتها الأولى ودعم المقاومة حتى تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة.
والمطلوب في الخطوة الأولى من تحرك الأطياف السورية باتجاه بعضها البعض لوضع الأسس المتينة لبناء الثقة أن نلغي من قاموس التخاطب مفردات الاتهامات المباشرة لطرف محدد بالاستبداد والتسلط والتآمر واستخدام العنف المفرط تجاه الشعب المسالم الأعزل والتخوين والرفض المطلق لأي شكل من أشكال الحوار الوطني حتى بالشروط التعجيزية المعلن عنها، ثم التوقف عن الدعوة إلى عقد المؤتمرات الاستفزازية الداخلية لتيارات وهيئات التنسيق وأحزاب وتكتلات تدعي أنها معارضة وطنية تحت مسميات الإنقاذ الوطني وبناء الوطن والوحدة الوطنية وتأتي بياناتها الختامية بلغتها الاتهامية الملقَنة لتصب الزيت على نار التفرقة الوطنية وتقسيم المجتمع وتزيدها اشتعالا، والمهم التوقف عن الجري للمشاركة في مؤتمرات مشبوهة تحت مسمى (أصدقاء سورية، وتوحيد المعارضة السورية) تنظمها جامعة التآمر العربية والدول الغربية الاستعمارية وتمولها مشيخات خليج العربان.
ثم تأتي الخطوة الأهم في الطريق إلى الحوار الوطني الحقيقي والشفاف وهي أن نصدّق بعضنا بنوايا صافية وأفكار مفتوحة على أمل واحد هو الخروج من هذه المحنة بأقل ما يمكن من الخسائر في الدم والممتلكات العامة والخاصة بعد ما دفعه السوريون من ثمن باهظ جداً حتى الآن، والتكاتف معا لإعادة بناء سورية الوطن أقوى مما كانت بالمحبة والتضامن الخلاق الذي اشتهر به السوريون عبر التاريخ، وهذا يحتاج أن تتوقف بعض الجهات والهيئات التي تدعي أنها معارضة عن ممارسة دور المعلم الخبير في الحرية والديمقراطية بينما تلعب على عدد من الحبال التي يمسك بها الغرب ضمانا لموقع سلطوي متقدم فيما لو حدث التغيير الذي تطالب به كل الوقت.
إنها فرصة الحوار الوطني بين أيدينا ويجب أن يتلقفها الجميع بإخلاص وصدق وينطلقون على ضوئها نحو مستقبل سورية المتجددة التعددية التي تفتح صدرها للجميع، والقادرة على أن تغفر بشعبها وقيادتها الحكيمة حتى لمن أخطأ وأساء إلى طهرها ونقائها إلا من شارك في المؤامرة بالسلاح وحتى بالبيانات!

نشر يوم الخميس 16 آب/أغسطس 2012









رد مع اقتباس