من أغرب ما تقرأ في حياتك ما نقله هذا الجامع..
بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز
وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم
ـــــــــــــــــــ
في الحقيقة هذا الكلام تغليب للجور على العدل، وللمختلف فيه على المجمع عليه، ولا ريب أن ذلك من فعل السياسة القديمة، وهكذا الكثير مما روي في فضائل الأشخاص، سواء أصدر من السنة أم الشيعة، حتى ليعتقد القارئ أن هذا الدين جاء لتمجيد الأشخاص، والحق أن التقديس المصطنع، الذي صنعته (الروايات التاريخية) يمنعنا باستمرار من تغيير المنكر، بل يريدنا أن نرى المنكر معروفا، وأن نرى الملك العضوض المغتصب المورَّث، خير من الخلافة الراشدة الزاهدة، فحسبنا الله ونعم الوكيل.. من كل مشبه ومدلس وكاذب، مع أن الحق -والحمد لله- تطمئن إليه وترتاح إليه، والباطل تشعر باضطرابه وتناقضه، مهما زين ودبج ونسب إلى فلان وعلان، لا لشيء إلا لأن القرآن الكريم المتواتر المحفوظ، حفظ لنا مبادئ الحق والعدل، ولم يحابي أي أحد مع مخالفة الحق، ولو كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}، {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}!ـ
ونصيحتي لإخواني أن نكف من سرد الروايات التاريخية المشبوهة وروايتها؛ لنوجه العناية إلى مبادئ القرآن الكريم، ونتربى عليها أولا وقبل كل شيء؛ ثم ننقد تلك الروايات على ضوئه، وإلا فالسؤال ملح جدا.. ما وظيفة القرآن الكريم فينا، وقد حفظ -دون غيره- من كل تبديل ولا تغيير ولا تحريف...؟!ـ
ملاحظة: في صفحة المنتديات العامة، نقرأ في آخر خانة: "المراقبين"، والصحيح "المراقبون" بالرفع، إذ ليس ثمة موجب نصب أو جر، فأرجو التصحيح، وشكرا.