.قول سيدنا عثمان الذي تستحي منه الملائكة رضي الله عنه وأرضاه ، قال :"لا تنظر فيمن يقول وانظر فيما يٌقال"
.1.2.3.4.5..كلامك تنفثه لايلزمنا ولا ينفعنا فأحتفظ به لنفسك
وإنَّ المسلمين في هذه الأيامِ بعد أنْ تقادمَ بهم العهد، وتأخَّرَ فيهم الزمن؛ فإننا لَنَراهم لا يَرفَعون إلى الكتابِ والسُّنَّةِ رأسًا، ولا يَنتهِجون نهجَ سلفِ هذه الأمة، إلا مَن رحِمَهم ربِّي-وقليلٌ مَا هُم-.
فالمسلمون قد يَمَّموا وجوهَهم شطرَ عُقولِهم، وشَطْرَ أهوائِهم،
.ورحم الله الأمام احمد حيث قال :" لايقلدن أحدُكم دينَه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر"وتذكروا قوله تعالى :" أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ".روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " أراكم ستهلكون أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر ".وقد رُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه لما نازعه بعض الناس في بعض السنة قال : هل نحن مأمورون باتباع عمر أم باتباع السنة ؟
لذا نحن مع الكتاب والسنة لا إعوجاج فهذا الفهمُ ليس هو الفهمُ الذي تُمليه علينا العقولُ والأهواء، ولا النظرياتُ والآراءُ، إنَّما هو الفَهْمُ الموزونُ بكتابِ اللهِ وسنةِ رسولِ اللهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-، فَهْمُ سلفِ الأمةِ لِلْوَحيَيْنِ الشريفيْنِ اللَّذَيْن قال فيهما رسولُ الإسلامِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: " ألا إني أوتيتُ القرآنَ ومثلَه معه "، ويقولُ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: " تركتُكُمْ على مِثْلِ البيضاءِ نقيَّة، ليلِها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلا هالِك ".
وهذه البيضاءُ النقيةُ الصافيةُ الرشيدةُ هي التي أشارَ إليها نبيُّنا الأعظمُ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-بقولِه: " تركتُ فيكم أمْرَيْنِ ما إنْ تمسَّكتم بهما؛ لن تضلُّوا بعدِي أبدًا: كتابَ الله، وسنَّتي ".
فنسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يوفِّقَنا لأنْ نكونَ لكتابِ اللهِ مُتَّبعين، ولرسولِه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-طائِعين، ولِفهمِ أسلافِنا الصالحين داعِين؛ إنه سميعٌ مجيب.