2012-08-15, 02:17
|
رقم المشاركة : 58
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Jugurtha*
تعريف الصوفي عند إبن تيمية في ( مجموع الفـتاوى ) (11/16) :
[هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه ]
قال ابن تيبمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )
(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه ) .
وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ).اهـ
يقول ابن تيمية في هذا الباب الفتاوى (11/28 - 29)
( لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيه أمور يحبها الله ورسوله فتلك يؤمر بها ، وإن سميت فقرا وتصوفا ؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها لم يخرج ذلك بأن تُسمى باسم أخر . كما يدخل في ذلك أعمال القلوب كالتوبة والصبر والشكر والرضا والخوف والرجاء والمحبة والأخلاق المحمودة .) "اهـ .
مجموع فتاوي ابن تيمية - كتاب التصوف (ج5 ص3)
(و «أولياء الله» هم المؤمنون المتقون، سواء سمي أحدهم فقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو جندياً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك." اهـ)
قال ابن تيمية مجموع الفتاوى (جزء 20 - صفحة 63)
(ثم هم إما قائمون بظاهر الشرع فقط كعموم أهل الحديث والمؤمنين الذين فى العلم بمنزلة العباد الظاهرين فى العبادة وإما عالمون بمعاني ذلك وعارفون به فهم فى العلوم كالعارفين من الصوفية الشرعية فهؤلاء هم علماء أمة محمد المحضة وهم أفضل الخلق وأكملهم وأقومهم طريقة والله أعلم) اه
قال في ( مجموع الفتاوى ) (11/16) :
[ وهم يشيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ] .
مجموع الفتاوى [ جزء 7 – صفحة 190 ]
) فإن أعمال القلوب التى يسميها بعض الصوفية أحوالا ومقامات أو منازل السائرين الى الله أو مقامات العارفين أو غير ذلك كل ما فيها مما فرضه الله ورسوله فهو من الإيمان الواجب وفيها ما أحبه ولم يفرضه فهو من الإيمان المستحب .فالأول لابد لكل مؤمن منه ومن اقتصر عليه فهو من الابرار اصحاب اليمين ومن فعله وفعل الثانى كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب الله ورسوله بل أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما بل أن يكون الله ورسوله والجهاد فى سبيله أحب إليه من أهله وماله ومثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين ورجاء الله وحده دون رجاء المخلوقين والتوكل على الله وحده دون المخلوقين والإنابة إليه مع خشيته كما قال تعالى هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ومثل الحب فى الله والبغض فى الله والموالاة لله والمعاداة لله) اه .
|
يا اخي الكريم هذه مشكلات موجودة فيما نقلته عن من تحسن الظن بهم لدرجة أنك أصبحت تقول مالايمكن تصديقه من طفل صغير عن ابن تيمية وابن القيم والألبانى ! فى الحقيقة شئ مضحك أن تزعم كما زعم من تنقل عنهم أنهم يقرون الصوفية على ماهم عليه من فلسفات وخرافات وكفريات وشركيات ! شئ مضحك فعلاً .
ربنا يهدى كل ضال
لم يسق المخالف سبب إيراده هذا الكلام، وما وجه إنكاره على السلفيين، ثم هذا الكلام قاله ابن تيمية في سياق كلام طويل لنقاش مسألة مشهورة بين الناس فى التفضيل بين الملائكة والناس ولا شأن للتصوف به، وهو قول صحيح لا شبهة فيه في الأولياء الصالحين الأحياء وليس الأموات ، كما تعتقد الصوفية في نفع الأولياء الأموات . قلت : واعتقادهم هذا مبنى على أوهام وخيالات وليس على أدلة صحيحة صريحة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كما لم يتعرض المخالف الصوفى لصفات هؤلاء الذي رزقهم الله هذه الصفات من نفع الخلق وتدبير العالم ؟
وما قاله ابن تيمية رحمه الله له لم يكن من عند نفسهِ أو لكونه صوفيا ذائقا، بل هو من الدين وصريح صحيح نصوص السنة، وفي ذلك أمور منها :
· مكانة الولي العظيمة عند ربه
كما في الحديث القدسي: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).[1]
فإذا كان هذا حال الولي مع ربه سبحانه، أفيبخل عليه سبحانه بإستنزال النصر والغيث ، وإبرار قسمه واستجابة دعائه في الحال وتحقيق شفاعته ، وجعل حرمته أعظم من بيته الحرام ، وأن يُتَوسل به إلى الله وهو حي وأن يخرق له العادات .
أمور أثبتها الشرع الحنيف للولي الحيّ الصادق ، وخالف الصوفية فأثبتت ما سبق للولي الميت ؟؟.
ومما أثبته الشرع الحنيف للولي الحيّ من تصريفٍ في الكون ونحوه بقوةِ اللهِ ومشيئتهِ أمور :
أولا : تنزل النصر والرزق بسببه وبقوة الله ومشيئته :
t أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ r هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلا بِضُعَفَائِكُمْ).[2]
ثانيا : إبرار قسمه :
عن أنس قال: (أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الْأَرْشَ وَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا فَأَتَوُا النَّبِيَّ r فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ r إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ).[3]
وفي رواية من حديثِ أبي هريرة ولفظهِ :
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ).[4]
وممن أبر الله قسمه البراء بن مالك رضي الله عنه .
ثالثا : حرمة الولي أعظم من الكعبة :
عن ابن عمر قال: (صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ r الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فإنه مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ).[5]
فهذا هو الإسلام وليس تصوفاً ، والأحاديث في هذا كثيرة تدل على القوة الخارقة التي وهبها الله عزوجل للولي المؤمن ، بل وتدل على قدرتهِ الخارقة المخالفة لأمور الطبيعة ، ومن هذه القوى ما حصل من كرامات لبعض الخُلّص من المؤمنين من عهد الصحابة فمن بعدهم :
كما حصل مع العلاء بن الحضرمي ومَشْيهِ على الماء هو من معه ، واستجابة دعاء العباس لاستنزال المطر وقبول توسل عمر به ، ومثله حصل مع معاوية ، وفضل أويس القرني ، ومثله كثير في حياة الأولياء الأحياء رضى الله عنهم جميعا .
أما عقيدة الصوفية التي ينافح عنها المخالف ، فتجاوزت الأحياء إلى الأموات ، وجعلت لهم من القدرات والخوارق في تدبير شؤون هذا الكون ما يرفضه الشرع المطهر ، وهذا من البدع المحدثة في الأمة الإسلامية التي أورثت الناس التبرك بالأولياء الأموات والإعتقاد في تصريفهم الكون ونحوه مما هو مبسوط في كتبهم.
قال ابنُ تيمية رحمه الله : " بلغنى عن بعض السلف أنه قال ما ابتدع قوم بدعة إلا فى القرآن ما يردها ولكن لا يعلمون " . [6]
وقال أيضا : " حقيقة الملك والطبيعة الملكية أفضل ، أم حقيقة البشر والطبيعة البشرية ، وهذا كما أنا نعلم أن حقيقة الحىّ اذ هو حىّ أفضل من الميت ، وحقيقة القوة والعلم من حيث هو كذلك أفضل من حقيقة الضعف والجهل ، وحقيقة الذكر أفضل من حيث الأنثى " . [7]
فانظر بارك الله فيك إلى إعتقاد القوم في أمواتهم ، كالحلاج والسهروردي المقتول وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض، وغيرهم من أرباب القول بوحدة الوجود والحلول والإتحاد .
أما قول المخالف ما نصه :
(هل يجوز الآن أن نقول أن للأولياء القّدرة على تدبير العالم ؟! هل من الممكن الآن أن نغيّر فتوى التحريم لفتوى تحليل تتوافق مع ابن تيمية ؟! هل آن لنا أن نعلم أن ابن تيمية صوفي ذائق ؟!!).
فأقول: ومن منع ما وهبه الشرع المطهر للوليّ الحي، كما أنه لم يذكر فتوى التحريم التي زعم وما هي؟
وأما قوله أن ابن تيمية صوفي ذائق ؟ فهذا ضرب من الخبال ، فابن تيمية عالم رباني سائر على منهج سلف الأمة، زاهد عرف معنى الزهد فعاشه واقعا، فذاق من خلاله طعم العبودية لله، فسلك به طريق الجنة للحوق بركب الأنبياء والصديقين والأولياء، فضحى بكل شيء في سبيل ذلك وجاهد في سبيل الله ودينه باليراع واللسان والسنان، فلم يخشى في الله لومة لائم حتى مات في سبيل ذلك مسجونا رحمه الله؟
ابن تيمية يبرئ الصوفية عن عقيدة الحلول وينسبها لمن تشبه بهم وليس هو منهم
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 15 – صفحة427 )
(ثم الصوفية المشهورون عند الأمة الذين لهم لسان صدق فى الأمةلم يكونوا يستحسنون مثل هذا بل ينهون عنه ولهم فى الكلام فى ذم صحبة الأحداث وفى الرد على أهل الحلول وبيان مباينة الخالق مالا يتسع هذا الموضع لذكره وإنما يستحسنه من تشبه بهم ممن هو عاص أو فاسق أو كافر فيتظاهر بدعوى الولاية لله وتحقيق الإيمان والعرفان وهو من شرّ أهل العداوة لله وأهل النفاق والبهتان والله تعالى يجمع لأوليائه المتقين خير الدنيا والآخرة ويجعل لأعدائه الصفقة الخاسرة والله سبحانه وتعالى أعلم) ا
معنى كلامك أن ابن عربى وابن الفارض والحلاج وهم أصحاب عقائد الحلول والوحدة ليسوا من الصوفية وإنما الواحد منهم كما وصفه ابن تيمية مع الذين يصحبون الأحداث فى كلامه ( عاص أو فاسق أو كافر ! فيتظاهر بدعوى الولاية لله وتحقيق الإيمان والعرفان وهو من شرّ أهل العداوة لله وأهل النفاق والبهتان )
شبهة مقام الصديقية الخاص بالصوفية قال المخالف: ( مقام الصديقية الخاص بالصوفية ، " الصوفية من أكمل صديقي زمانهم " ) .
ثم نقل من كلام ابن تيمية ما نصّه : " ثم التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة ، قد تكلموا فى حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : الصوفى من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر، واستوى عنده الذهب والحجر، التصوف كتمان المعانى وترك الدعاوى واشباه ذلك، وهم يسيرون بالصوفى معنى الصديق، وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون، كما قال الله تعالى: {أولئك الذين انعم الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}، ولهذا ليس عندهم بعد الأنبياء أفضل من الصوفى، لكن هو فى الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذى اجتهدوا فيه، فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال: صديقو العلماء وصديقو الأمراء، فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم، فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون، فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضا، كل بحسب الطريق الذى سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده، وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم، فهم من أكمل صديقى زمانهم والصديق فى العصر الأول أكمل منهم، والصديقون درجات وانواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه واحكمه وغلب عليه".[1]
رد الشبهة :
كلام المخالف سفسطة من القول ، إذ ابن تيمية رحمه الله كان يتكلم على بدايات التصوف وأهله ! وانصفهم على طريقتهِ الوسط في نقد المخالف، من ذكر محاسنهم ومثالبهم وموافقاتهم للشرع ومخالفاتهم، فظن المخالف - وبعض الظن إثم - من بعض عبارات الثناء، أن ابن تيمية صوفي متذوق.
والمخالف نقل كلامه مبتورا، إذ بقيته تبين مقصوده وليس كما ظن المخالف، فلا يفرح لأن الله لا يحب الفرحين.
وهناك عبارتان من كلام ابن تيمية ركز عليها المخالف وغرته:
العبارة الأولى: قوله: "هو فى الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة".
قال مقيده عفا الله عنه: كلام ابن تيمية بعده يبين مقصوده، وهو أن الصديقية عند الصوفية القدامى لا عموم الصديقية فقال: "فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال صديقو العلماء .......الخ".
العبارة الثانية: قوله: " فهم من أكمل صديقى زمانهم والصديق".
قلت: وهو ظاهر في أنه الصوفية القدامى، والقيد بصديقي ذاك الزمان فقط وليس في كل الأزمنة.
تكلم ابن تيمية عن التصوف في القرون الثلاثة الأوَل، وإنه اشتهر التكلم به بعد ذلك، ثم ذكر التنازع في معنى الصوفي، وتكلم على أول ظهور التصوف في البصرة وحال من ظهر فيها منهم، وتنازع العلماء في ما ينتابهم من الأحوال، ثم خلص إلى أن هذه الأمور التي فيها زيادة عبادة خرجت منها، ثم ذكر تنازع العلماء في هذه العبادة الزائدة بين القدح والمدح وذكر الصواب فيه، حتى وصل إلى الكلام الذي نقله المخالف آنفا.
وأنقل تتمة كلام ابن تيمية ليفهم المقصود ويتضح خلاف ما أراده المخالف:
قال رحمه الله: "ولأجل ما وقع فى كثير منهم من الاجتهاد والتنازع فيه، تنازع الناس فى طريقهم، فطائفة ذمت الصوفية والتصوف، وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة، ونقل عن طائفة من الأئمة فى ذلك من الكلام ما هو معروف، وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام، وطائفة غلت فيهم وادعوا انهم افضل الخلق واكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم.
والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله، كما اجتهد غيرهم ....إلى أن قال:
وقد انتسب اليهم طوائف من أهل البدع والزندقة، ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا، فان أكثر مشائخ الطريق أنكروه وأخرجوه عن الطريق مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره، كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى فى طبقات الصوفية، وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخ بغداد.
فهذا أصل التصوف ثم انه بعد ذلك تشعب وتنوع وصارت الصوفية ثلاثة أصناف:
صوفية الحقائق وصوفية الأرزاق وصوفية الرسم.
فأما صوفية الحقائق: فهم الذين وصفناهم.
وأما صوفية الأرزاق: فهم الذين وقِّفَت عليهم الوقوف كالخوانك فلا يشترط فى هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق فان هذا عزيز وأكثر أهل الحقائق لا يتصفون بلزوم الخوانك ولكن يشترط فيم ثلاثة شروط:
أحدها: العدالة الشرعية بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم.
والثانى: التأدب بآداب أهل الطريق وهى الآداب الشرعية فى غالب الأوقات وأما الآداب البدعية الوضعية فلا يلتفت إليها.
والثالث: ان لا يكون احدهم متمسكا بفضول الدنيا فاما من كان جمّاعا للمال أو كان غير متخلق بالأخلاق المحمودة ولا يتأدب بالآداب الشرعية أو كان فاسقا فإنه لا يستحق ذلك.
وأما صوفية الرسم: فهم المقتصرون على النسبة فهمهم فى اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك فهؤلاء فى الصوفية بمنزلة الذى يقتصر على زى أهل العلم وأهل الجهاد ونوع ما من أقوالهم وأعمالهم بحيث يظن الجاهل حقيقة امره أنه منهم وليس منهم".
[1]) المصدر السابق (11/17).
ولعلّ فى هذا مايبين منهجية شيخ الإسلام رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله والتى لايستطيع أن يفهمها هؤلاء المتصوفة على حقيقتها لحاجة فى نفوسهم أو لهوى فى قلوبهم
نسأل الله الهداية لنا ولهم
[1] ) أخرجه البخاري في (الرقاق ح 6502) من حديث أبي هريرة.
[2] ) أخرجه البخاري (الجهاد والسير ح 2896) من حديث سعد بن أبي وقاص
[3] ) أخرجه البخاري في (الصلح ح 2703).
[4] ) أخرجه مسلم في (البر والصلة ح 2622).
[5] ) أخرجه الترمذي في (البر والصلة ح 2032).
[6] ) مجموع الفتاوى (4/363).
[7] ) المصدر السابق (4/353).
********************************
أما يا اخي الكريم الصوفية الي انت تقصدها ونحن نتكلم عنها ابن تيمية بيمدحها القبوريين انت ترفض التعميم بسبب هؤلاء
لانهم هم الشر بعينه وهم مقصودنا مستحيل ابن تيمية بيمدحهم
..أن ابن تيمية رحمه الله كان يتكلم على بدايات التصوف وأهله ! وانصفهم على طريقتهِ الوسط في نقد المخالف ، من ذكر محاسنهم ومثالبهم !
وموافقاتهم للشرع ومخالفاتهم !
( يعنى لهم مثالب ومخالفات وشطحات فظن المخالف- وبعض الظنّ إثم - من بعض عبارات الثناء، أن ابن تيمية صوفي متذوّق .
والمخالف نقل كلامه مبتوراًذ بقيته تبين مقصوده وليس كما ظن المخالف ، فلا يفرح لأن الله لا يحب الفرحين .
وهناك عبارتان من كلام ابن تيمية ركّز عليها المخالف وغرته :
العبارة الأولى: قوله: "هو فى الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة".
قال مقيده عفا الله عنه : كلام ابن تيمية بعده يبيّن مقصوده ، وهو أن الصديقية عند الصوفية القدامى لا عموم الصديقية فقال : "فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال صديقو العلماء .......الخ".
العبارة الثانية: قوله: " فهم من أكمل صديقى زمانهم والصديق".
قلت : وهو ظاهر في أنه الصوفية القدامى ، والقيد بصِديقي ذاك الزمان فقط وليس في كل الأزمنة .
( ! ان ابن تيمية رحمه الله بيفرّق بين صوفية وصوفية !ليس كل الصوفية عنده سواء لكن انتم لم تفهمو )
تكلم ابن تيمية عن التصوف في القرون الثلاثة الأوَل ، وإنه اشتهر التكلم به بعد ذلك ، ثم ذكر التنازع في معنى الصوفي ، وتكلم على أول ظهور التصوف في البصرة وحال من ظهر فيها منهم ، وتنازع العلماء في ما ينتابهم من الأحوال ، ثم خلص إلى أن هذه الأمور التي فيها زيادة عبادة خرجت منها ، ثم ذكر تنازع العلماء في هذه العبادة الزائدة بين القدح والمدح وذكر الصواب فيه ، حتى وصل إلى الكلام الذي نقله المخالف آنفا.
وأنقل تتمة كلام ابن تيمية ليفهم المقصود ويتضح خلاف ما أراده المخالف :
قال رحمه الله: " ولأجل ما وقع فى كثير منهم من الاجتهاد والتنازع فيه ، تنازع الناس فى طريقهم ، فطائفة ذمت الصوفية والتصوف ، وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ، ونقل عن طائفة من الأئمة فى ذلك من الكلام ما هو معروف ، وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام ، وطائفة غلت فيهم وادعوا انهم افضل الخلق واكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم .
والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله، كما اجتهد غيرهم ....إلى أن قال :
وقد انتسب اليهم طوائف من أهل البدع والزندقة، ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا ....... إلخ
إذن هؤلاء الصوفية ذمهم شيخ الإسلام ابن تيمية بخلاف العبّاد الزهاد الأوائل
وهذا هو المقصود والمراد
والكلام والحمد لله واضح عند كل أهل العقول
|
|
|