ليس نكرانا للجميل...
أنت أيتها الشمس كم نحتاجك دفء و سراجا ...عذرا كم ساخط لشعاعك من شدة الحر.
حتى أنا وإن كنت في أيام الصقيع أناديك و أشتاق إليك محتاجا لدفئك و ملامسة أشعتك لجسدي ،لكنني أعتذر اليوم لأنك كنت قد أفرطتي في سخائك الذي فاق القدر الملائم ، فلا ،لاتعتبريه إجحادا بفضلك. لكنني لا أطيق أكثر من ما طلبته منك ....
عذرا أيها المطر فكم من محتاج لقطرة ندى لكنك غمرت بسيولك كل المنافذ وجرفت الى اللامعلوم أغلى ما نملك،عذرا فليس نكرانا لجميلك و ليس تقليلا من قدرك و حاجتنا إليك......
عذرا أيتها الرياح ففي جمعك خير و في إنفرادك بأس شديد ،كنت لواقح بجمعك حاملة الطلع لمن يريد ...لكنك كنت سخطا بإنفرادك ...فكم من أية ذكر فيها الريح كعصف للمغضوب عليهم ،عذرا ليس إهمالا فما نفع اللقاح إذا كسر المُلقح و الملقح....
عذرا أيها القمر حتى و إن تغنيت بك وكنت دليلا لي في الليلة الظلماء لكنك كنت أنت من كشف أثري لمن يتربصون بي ....أسف لأنني لا أقلل من جمالك لكنك كنت لي و عليّ...فالإنسان قنوط بطبعه.....
أيها البحر لا تلمني إن قلت لك أنك رغم ما تخفي من الأسرار إلا أنني إكتشفت غدرك بعد أن توسطت أمواجك التي كنت تخفيها تحت السطح تغلي غدرا بي ....فما نفع المرجان إن غصت غصبا عني إليه ومددتني إياه مع اللؤلؤ وملكتني بساتينها وأنت تخنقني .....
فأنت يا من أحتاجك و أسرت الجوارح تريث ولا تكن :
شمسا حارقة إذا إحتجت أنا لدفئك ......ولا تكن مطرا جارفا إذا جفت خواطري من بعدك...
نعم أنت حملت الرياح شوقي تلقيحا للود و وربطا لطريق الوصال....فلا تكن ريحا عاصفا يكسر جماح الشوق ويثبط في خلجات الصدر كل حرف جميل.
أنت الذي مثلتك في الجمال بدرا و هلّ هلالك في سماء محبتي .....فلا تكن قمرا في غير سمائي ..... فلا تفضحني فلست أدري من يريد أن يفتنني أو يفتن بك.
أرجوك فلا تكن كالبحر يغوص اليك كل من اراد و تغدر بي إن إمتطيتك ......فلا أحتاج مرجانا و لا لؤلؤا على طبق الغدر و الخديعة .....
------
------------
------------------- مراد اليوم على الساعة 13:00