منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ۝♦۝ لإِدْرَاجُ نُصُـــوصْ مُسَابَقَـــةْ "النَـــصُ الـــذَهَبِـــي" ۝♦۝
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-08, 11:56   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أمل الأمة و حلم وطن

يا أيّها الشباب المسلم، أنتم ذخر هذه الأمة و عدتها، بسواعدكم يشيد مجدها، و بدمائكم يسطر تاريخها، و بعرقكم تسقى ثمار أرضها، و على هاماتكم ترفع راية عزها، فكونوا من خيرة أبنائها. أنتم قلبها النابض، و أنتم من يسمو بها و يهيب بها عن الدنو و كل خافض، فكونوا شوكة في حلق كل سفيه يدعو للتباغض. أنتم سراجها الوقاد، و نورها إذا تنادوا عليها و تناصرت الأحقاد، و أنتم رجالها حين تداعى حلف عاد، فكونوا لها حلف نصر و وِداد. عليكم عقدت الآمال، فبكم تنقذ الأجيال، فتزينوا بصنيع الأعمال، و جانبوا اللهو و خالي الأقوال، و كونوا لها غيثا زلالا.

يا شباب الأمة قد ضربت على أمتكم جلابيب الظلم أحقابا، و نزفت خيراتها تباعا، و حيكت في غياهب المكر عليها المكائد، و عصفت بها الشدائد، فنزع من ربقة عنقها تاريخها المجيد، و هينت رموزها و كل رسم عتيد، فصارت يسمع لها أنينا شديدا، و هي التي كانت من قبل في وجه العدى عربيدا. قد ضرب عظمتها فصارت سرابا، و هين كبرياءها فصار خرابا. فقوموا و انتفضوا و اقشعوا عنكم ما ضرب عليكم ذلا حجابا. و ألينوا بأيمانكم كل صعب، و جابهوا من ألحق بكم العيب، و كونوا أسيادا حقيقة لا كذب، و أعيدوا مجد أسلافكم الذي زبر بحديد صلب، و رقم بماء الذهب.

يا أيها الشباب خضوا ثورة القلم، و تسلحوا بالعلم، و تعمقوا في الفهم، و نقبوا عن العز بكل عزم، و عليكم بعالي الهمم، و اربوا بأنفسكم عن كل قبيح يذم، تحصنوا بحصن القيم، و اقتدوا بقائدكم الأعظم، فهو لكم خير معلّم، و باعدوا الكفار و الصلبيين و من على شاكلتهم كُلم، و اصنعوا تاريخكم بلا تقليد للعجم، فويحكم فقد كنتم خير الأمم، ويحكم لما رضيتكم بالهوان و قعدت بكم الهمم، و تنكرتم لغابركم الأقدم، فالحياة الحياة فهل من مجيب ألقى السمع شهيدا و أصغى للكلم. كونوا عزائما لا تعرف الهزائم، و اقشعوا عنكم الغمائم، و اعصفوا بكل ظالم، و دبوا عن حياضكم و قد انتهكت منكم المحارم، و اصنعوا كما صنع أسلافكم الملاحم، و اضربوا عنق كل غاشم، و لا تأخذكم في أمتكم و دينكم لومة لائم، قفوا على ظهر هذا العالم، و صيروا كل عدو لعزكم خادما، و اجعلوا في كل شبر منه لكم علما قائما.

يا أيّها الشباب المسلم، إن عزكم قد رسمت سبيله في الدين، و بينت معالمه بعلم و يقين، و ذلك وعد ربّ العالمين، فكونوا لله موحدين، و إياكم من الشرك اللعين، و كل بدعة و ما هو عن الدين هجين، اقتدوا بسنة سيّد الأولين و الآخرين، و بأثر الصحابة المهديين، تمسكوا بالأمر العتيد المتين، و لا يغرّنكم بعده كثرة الهالكين، فهي و الله سنة الله في الغابرين، و قد مضى حكمه في الأقدمين، اجعلوا نور الهدى في قلوبكم ركين، و البسوا لباس التقوى البهيّ الأجمل، و اعلموا أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به رعيلها الأوّل.

أيها الشباب العربيّ، يا شباب الصحوة الأبيّ، قد أمكم الرويبضة و نطقوا بلسان غربيّ، أقوام يتكلمون بلساننا و يلبسون لباسنا قد اعلنوا ولاءهم لحزب الكفار الدنيّ، رفعوا لكم رايات براقة قد انطوت على المكر و الخداع و النفاق الدفين الخفيّ، و أرادوا أن يسلخوكم من دينكم و يعروكم من مبادئكم و يبثوا الفرقة بينكم و بين مقوماتكم، فعملوا من أجل ذلك ليلا و نهارا و سرا و جهارا و حشدوا لذلك و الحشود الجحافل الخفيّ منها و البيّن الجليّ، بثوا فيكم الفرقة باسم الديموقراطية و زروا الفتنة باسم الحريّة فصرتم بطونا متناحرة و دويلات متطاحنة تلهثون وراء سرابهم لهث البغيّ، أرقتم بسببهم دماءكم و انتهكتم أعراضكم و دستم حرماتكم فلم ترفعوا لروابطكم رأسا، و لم تراعوا فيكم الدين فملأتم الأرض بأسا، استبدلتم الأمن و الإيمان بالشقاق و الطغيان، فقتل فيكم الكهل و الصبيان
يا أيها الشباب العربي أفيقوا من غيكم، و ردوا أمركم و ما اختلفتم فيه لعلمائكم، و اتقوا الله في دمائكم و أموالكم و أعراضكم.


يا أيها الشباب الجزائري أنتم حلم هذا الوطن، قد أصاب بلدكم الوهن، و بالسوء غذي جسده و بالظلم حقن، رأيته و قد بقرت له كل بطن، يشكي لكم همه و حزنه و قد أرادوا له الدفن، و نعقوا خلف كل غريب طلع عليهم بلون، فقفوا في وجه العدى و عمروا بالخير كل المدن، و انشروا البهجة و السرور في الربوع و استبدلوا بالسعادة الحزن.

ويحكم أهان عليكم أمركم، و تبا لكم ما أضعف جمعكم، تسلحوا و خذوا عدتكم، و انحروا الكسل بسيف إرادتكم، و ارفعوا نشيدا لغايتكم، ليحيا بالعز بلدكم، كيف رضيتم بعيش البهائم على أرضكم، و قد رويت بدماء شهدائكم، و كيف انطوى عليكم السحر و مكرهم، و أنتم أحفاد الأمير و منكم شيخ العلم ابن باديس إمامكم، قسما إن لم تعيشوا بعز للموت أفضل لكم، ثم هيهات هيهات أن تنالوا الشرف على مثل حالكم، فقوموا للمجد قانتين دهركم، و صوموا عن كل ذميم حياتكم، و سيروا على ما سار عليه أجدادكم، فتبلغوا غايتكم أو تموتون فيرفع في القادمين ذكركم و يكون لكم لسان صدق في أبنائكم.

يا أيها الشباب المسلم صيحوا و اهتفوا بالحق لحييا شامخا دينكم، و يا شباب الأمة ارفعوا آذان سلطانكم فتقام صلاة عزكم، و يا أيها الشباب العربي لا ترضوا بغير عالي القدر مطيّة في حياتكم، و يا أيها الشباب الجزائري الله الله في وطنكم

يا أيها الشباب المسلم، يا شباب الأمة، يا أيها الشباب العربيّ، يا أيها الشباب الجزائري أنتم أمل الأمة و حلم الوطن.




كتبه صالح القسنطيني ضحى يوم الأربعاء
08 أوت 2012

و أضفت بعض الكلمات في اليوم اللاحق

و قد جاءت قليلة ألفظاها كما قد طلب منا و إلا لطال الكلام في مثل هذا المقام