السَّلآأإمُ علَيْكُمْ ؛
______________
الحلقة الرابعة ~
بقيت في المدرسة مع أمي ، والتقيت بصديقاتي ؛ وباركت للناجحات منهن. لقد هدأ عني بعض البكاء .. ربما لأن ذاك الجو قد خفف عني ؛ أو ربما لأنني عدت إلى رشدي. لم تكن تلك كل غلطتي ، فقد أمّلني كل أساتذتي بمعدل أكبر من هذا .. وقالوا أن الشهادة ستكون أسهل. نعم هي أسهل ولكن أيد المصححين ليست أسهل أبدا ؛ وعلى كل فقد قدر الله وما شاء فعل.
عدنا للبيت ، وفور دخولنا زغردت أمي ؛ لم أصدق ما رأيته. أمي تزغرد؟ لقد كانت اللحظة الوحيدة التي شعرت فيها بالسعادة. احتضنتها بقوة وأنا أبكي ... مجددا. سأعترف الآن ّ، إنني لم أستطع أبدا تفسير تلك الدموع.
وبدأت عندئذ اتصالات المباركين .. أو سأقول المباركات. إنني مجبرة على أن أكلمهن ، رغم أنني أكره التكلم عبر الهاتف. ليس لسبب إلا لأنني لا أحسن التعبير. كل كلامي يدور في جمل واحدة [ سافا .. نعم .. نعم.. ]؛ تَبّا ! متى يزول هذا التقليد القديم ؟
جلست فوق سريري .. واسترخيت ، لكنني لم أطق المكوث فأخذت أصول وأجول. ذهبت إلى المطبخ أين كانت أمي تجهز طبق الكسكس ؛ أمي تعلم أنه طبقي المفضّل لذا فقد أعدته لي في يوم نجاحي . الحمد لله ، علي الآن أن أنسى كل ما مضى ؛ إنني الآن في الثانوية ولابد لي أن أبدأ صفحة عمل جديدة. هذا ماكان يقوله لي والديّ طوال فترة الصّيف ، وقد حفظته عن ظهر قلب.
بينما أنا جالسة في المنتدى أبارك لصديقاتي هناك ، رنّ جرس الباب .. يا ترى من الزائر في هذا الوقت ؟ لم أستطع الانتظار فقفزت إلى الباب وسألت: " من هناك ؟ " ، فسمعت صوت امرأة تقول : " أنا عمتك يا لحن ". سعدت جدا ؛ عمتي الكبرى جميلة التي زفت إلى بشرى نجاحي هنا. فتحت والباب وسلمت عليها وهي تبارك لي .. إن هذا اليوم بدأ يتحسن تدريجيا فالحمد لله.
مكثت معنا عمتي وأنا أشكو إليها ، هذه [ الحقرة ] التي ضربنا بها [ بن بوزيد ] وشيعته وقد [غاطني ] الأمر كثيرا .. وما هي إلا نصف ساعة حتى دعونا عمتي إلى الغداء وتناولنا كسكسا لذيذا جدا.
حين يجتمع الأهل والأصدقاء ، ويكون الحب والتقوى هو الظل الوحيد لهذا الجمع .. ينسى المرء كل همومه .. على الأقل لمدة قليلة تسمح له بأن يعطي لمشاكله نظرة أخرى.
نعم ، لأن فهذا ما حدث ؛ فما إن غادرت عمتي و [رفعت الجلسة] حتى أحسست في نفسي براحة كبيرة .. استغفرت الله وذهبت لأصلي. لقد زال عني ذلك الشعور المزعج ، تذكرت أنني نجحت ! نعم نجحت ... هناك من لم يطعم هذه اللذة. ثم إنه [البيام] ، والانتقال للثانوية لا يتطلّب معدّلا يتحدد به التخصص . 18 أو 10 جميعنا في الثانوية. الحمد لله وصبرا يا ثانويتي أنا قادمة.
الآن ، أمامي عمل شاق .. لابد لي من الراحة والنسيان في هذا الصيف ، فلأستقبل أيامي القادمة بحزم وعزم وتوكل على الله تعالى ؛ ولأحمد الله لأنه أسهاني بالنسيان.
أنهيت كل هذا التذكر ، ودق منتصف الليل. فسلمت على أسرتي وذهبت لأنام.
لَحْنْ ؛