منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شروط الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-03, 23:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
معاذ1
عضو متألق
 
الصورة الرمزية معاذ1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شروط الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .

بسم الله الرحمن الرحيم

لابد لمن سلك طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يعرف ان لهذا الطريق

شروط لابد منها وهي :

الشرط الأول : أن يكون الآمر الناهي عالما بحكم الشرع , فإن كان جاهلا فإنه لا

يجوز أن يتكلم , لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يأمر بما يعتقد الناس أنه

شرع لله , وليس له أن يتكلم في شرع الله إلا بما يعلم :

" قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن

تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون "

فمن منكرات الأمور : أن يتكلم الإنسان عن الشيئ يقول : إنه معروف وهو لا يدري

أنه معروف , أويقول : أنه منكر وهو لا يدري أنه منكر .

الشرط الثاني : أن يكون عالما بأن المخاطب قد ترك المأمور أو فعل المحظور , فإن

كان لا يدري , فإنه لا يجووز له ان يفعل لأنه حينئذ يكون قد قفا ما ليس له به علم وقد

قال الله تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان

عنه مسؤلا " .

بعض الناس الذين عندهم غيرة وحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , يتسرع

فينكر من غير أن يعلم الحال التي عليها المخاطب , فمثلا يجد إنسانا معه إمرأة في السوق

فيتكلم في ذالك مع الرجل . لما تمشي مع المرأة ؟ وهو لايدري أنه محرم لها , وهذا خطأ

عظيم , إذا كنت في شك , فاساله قبل ان تتكلم , اما إذا لم يكن هناك قرائن توجب الشك

في هذا الرجل فلا تتكلم , وللنظر لحال النبي عليه الصلاة والسلام كيف يعامل في مثل هذه

المسألة . دخل رجل يوم الجمعة والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب فجلس فقال له النبي

عليه الصلاة والسلام " أصليت ؟ " قال : لا , قال " قم فصل ركعتين وتجوز فيهما " يعني

خفف . فهنا لم يأمره أن يقوم فيصلي حتى سأله و وهذه هي الحكمة .

الشرط الثالث : أن لا يترب عن النهي عن المنكر ما هو أنكر منه , فإن ترتب على ذالك

ما هو أنكر منه , فإنه لا يجوز من باب درء أعلى المفسدتين بأدناهما .

فلو فرض ان شخصا وجدناه على منكر كأن يشرب الدخان مثلا , ولو نهيناه عن شرب

الدخان ذهب ليشرب الخمر أو المخدرات , فإننا لا ننهاه إذا كنا نعلم ان هذا الرجل سيقدم

على ما هو أعظم فإننا لا ننهاه عن شرب الدخان عندئذ , لماذ ؟ لأن شرب الدخان أهون

من الخمر والمخدرات , ودليل هذا قوله تعالى " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسب

الله عدوا بغير علم " فسب آلهة المشركين مصلحة مشروعة , لكن إذا ترتب عليها سب الله

عز وجل , وهو اهل للثناء والمجد فإنه ينهى عنه ,

ولهذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام " من الكبائر شتم الرجل والديه " قالو : يارسول

الله , وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال : " يسب ابا الرجل فيسب اباه , ويسب امه فيسب أمه "

فالحاصل أنه لابد أن لا يؤدي الإنكار الى ما هو أنكر من المنكر , درءا لأعلى المفسدتين

بأدناهما .

ثم انه يجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن ينوي بهذا إصلاح الخلق , لا

الانتصار عليهم , لأن من الناس من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لينفذ سلطته وينتصر

لنفسه , وهذا نقص كبير , قد بحصل فيه خير من درء المنكر وفعل المعروف و ولكنه نقص

كبير بالنسبة لهذا الشخص فانت اذا امرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فانو بقلبك انك تريد

إصلاح الخلق لا أنك تتسلط عليهم وتنتصر عليهم , حتى تؤجر ويجعل الله في أمرك ونهيك بركة .

ابن عثيمبن رحمه الله ... مع إضافة متواضعة .








 


رد مع اقتباس