منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - [ يَومِيّـــآآتْ لَـــحْنْ ~ ^ *
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-03, 22:19   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
تفـღـآؤل ツ وردٍ✿
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية تفـღـآؤل ツ وردٍ✿
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 الحلقة الثانية ~

السّلآأمُ عليْكُمْ ‘’

________


الحلقة الثانية ~


بعد الإفطار ؛ جلست أنتظر صلاة العشاء ، هاهي سيرين تنظف الصحون لأنه دورها ، وأمي تنتظر أيضا. وتذكرت عندها ذلك اليوم العصيب.


كا ذلك في ثاني أيام رمضان ، أبي خارج المنزل ، بينما نحن الثلاثة بين المطبخ وغرفة الطعام. كنت قد أكلت تجهيز المائدة، وعدت للمطبخ لأساعد أمي في إفراغ الحساء. إنني أحب [ لجاري] وأتناوله كل يوم في رمضان .. وأضيف له الليمون وبعض الأعشاب. أخذت القدر من النار و[ لجاري] يغلي فيه،استدرت بكل حذر وأمي تنادي عليّ : " لحن ، احذري.. تحركي [ بلعقل]" .. لم أتصور ماالذي قد يحدث ، كنت أقول في نفسي وأمي تكلمني : " لابأس ، في أسوإ الأحوال ستمتد إليّ بعض الحرارة."


لكن ، فجأة سقط مقبض القدر وانسكب الحساء المغلي على قدمي ، أطلقت صرخة عظيمة.. أحسب أن الجيران قد سمعوها حقا ؛ ثم قفزت من مكاني إلى خارج المطبخ وأنا أصرخ من الألم. أسرعت أمي إليّ حاملة معجون الأسنان ، كانت هذه في رأينا أفضل ردة فعل لمعالجة الحروق. أمسكت أمي بقدمي المرتعشة وهي [مخلوعة] ، وبدأت تغلفه بالمعجون ثم نادت على أختي : " سيرين ! اتصلي بوالدك ، اخبريه أن يأتي بسرعة .. لقد احترقت قدم أختك "


وفعلا ، أخذت سيرين الهاتف وأنا أرى في عينيها رعبا كبيرا ، وكلمت أبي ؛ لكن أمي وهي في حالة الخوف تلك أخذت منها الهاتف وقالت لأبي : " محمود أسرع ! لحن احترقت قدمها ، أرجوك لا ادري ما الذي أفعله ، إنها تؤلمها كثيرا."


لم يكن أبي طبيبا ولا صيدليا ، ولكنه كان مرجعا رائعا عندنا عند المرض أو الجروح ؛ فيعطينا دائما الحل الأمثل. لا أدري لماذا .. لكنني أرجح أنها خبرته الطويلة في الحياة. على كل ، فقد وصل أبي ونظر إلى قدمي فجلس وطلب من سيرين بعض الأدوية ؛ ثم غسلها وعالجها وضمدها لي ، فسكن بعض الألم.


وبعد ذلك اتصلت أمي بخالتي الكبرى لبنى وكانت طبيبة مختصة ، فأخبرتها ماحدث وما فعله أبي ، ثم سمعت خالتي تقول : " نعم ، أحسنتم فعلا ؛ لا تقلقي يا آمال سيسكن الألم عنها مع الوقت ، لكن لابد أن يعاينها طبيب لنتجنب المضاعفات.


لا أدري أية مضاعفات يقصد الأطباء بقولهم .. ما الذي قد ينجرّ عن احتراق قدم ؟ ستجدد خلاياها ويسقط الجلد التالف المحترق .. وينتهي الأمر. لاتستغربوا فهذا ما كنا ندرسه طوال السنة.


على أن كلام خالتي قد طمأن أمي ؛ فطلبت مني أن أبقى في سريري إلى حين أذان المغرب، ثم ذهبت لتنظف مع سيرين مكان انسكاب الحساء.


لقد شعرت في ذلك اليوم ، بمكانتي في قلوب أفراد أسرتي. أمي ، أبي وأختي الصغيرة سيرين. لقد تأكد يومئذ حبّهم لي وحبّي لهم. فَلك الحمدُ يا ربّي !

لَحْنْ ؛