واشنطن تريد من المعارضة تشكيل أربع حكومات انتقالية قبل سقوط المقاتلين في حلب
201208/02
:
بالأمس القريب كان الغرب يربط التدخل في سورية بتوحيد المعارضة، وبالأمس القريب جامعة الدول العربية النفطية حاولت توحيد صفوف المعارضة، ولكن ماذا حدث بعد زلزال دمشق، قسم منها يدعو للحوار، والباقي يتسابق لتشكيل حكومات انتقالية، وبدأت المعارضة تتقاتل، والسؤال الكبير الآن ماذا حدث؟!!.
الحسم فرض الحل السياسي..؟
يقول مصدر غربي مطلع: إحباط كبير أصاب المعارضة بعدما سُمّي زلزال دمشق، ومن خلفهم قطر والسعودية وتركيا، وبشكل خاص بعد الحسم السريع وعرض جثث العصابات على الإعلام السوري، وأمام البوارج الأمريكية على السواحل التركية، وبعد أن فقد الكثير من المعارضين الأمل بأي تدخل خارجي، كان على واشنطن، طمأنة عملائها وحلفائها من جهة بأنهم ليسوا للبيع والتفاوض مع سورية من جهة، ومن جهة ثانية حساب خط العودة في حال أتمّ الجيش العربي السوري عملية الحسم وفرض الحل السياسي على واشنطن بالقوة حسب خطة كوفي عنان.
ويضيف المصدر: تعتقد واشنطن أن نجاح دمشق في عملية الحسم العسكري والتخلّص من الميليشيات المسلحة هو الخيار الراجح، وبالتالي سيكون عليها العودة إلى خطة كوفي عنان، وبالذات إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالتالي هذا يتطلّب منها تقسيم المعارضة السورية إلى أقسام، حتى تطالب بأكبر عدد ممكن من مقاعد الحكومة، وبحسب المصدر، فإن واشنطن قرّرت تشكيل حكومة انتقالية في مصر وأخرى في تركيا وثالثة في أوروبا، وأخرى لـ"الجيش الحر" في الداخل، وبالتالي حين تتفاوض على حكومة وحدة انتقالية في حال استبعاد المسلحين، لأن القيادة السورية لن تفاوض من حمل السلاح، تكون قد ضمنت على الأقل ثلاث جهات تطالب بكراسي وزارية في أي حكومة انتقالية تضمن فيها ما بين ثلاثة إلى ستة وزراء، وبأسوأ الأحوال تحصل على مقاعد لمعارضة أوروبا.
تقسيم المعارضة..!
وبحسب المصدر عُرض على ميشيل كيلو تشكيل حكومة انتقالية خلال اجتماع روما، ولكن المجتمعين تعقلوا، وقرّروا الركوب على ظهر من طالب بتدخل الناتو ليل نهار، ولم يثقوا بالوعود الأمريكية ومعظمهم زار موسكو، وأدركوا بأن موسكو ستدعم القرار السوري مهما كان الثمن، ولهذا قرّر المجتمعون الدعوة للحوار ودعوة "الجيش الحر" للحوار، ورفضوا تشكيل حكومة وحدة وطنية، على أمل أن يكونوا ممثلي معارضة الخارج في أي مباحثات سياسية، بينما في مصر سارعوا إلى تشكيل حكومة انتقالية محسوبة على آل سعود يقودها هيثم المالح، وفي تركيا مازال البحث جارياً عن شخص قادر على ضمان "مجلس اسطنبول" لتشكيل حكومة محسوبة على تركيا، وعلى الحدود السورية التركية يبدأ تشكيل حكومة من الضباط الفارين من الخدمة محسوبة على دولة قطر.
قطر خارج السرب
وبحسب المصدر، ما ستقاتل لأجله واشنطن هو حكومة أوروبا وتركيا ومصر، وتدرك تماماً أن سورية لن تفاوض من حمل سلاح، ويمكن إرغام دمشق على مفاوضة من طالب بتدخل خارجي، وبالكاد تأمل بضم أعضاء من معارضة الغرب إلى أي حكومة وحدة وطنية مزمع تشكيلها، وبالتالي ستضحي بحصة قطر لتفاوض بثلاث حكومات بعد أن تكون قدمت تنازلات بعدم ضم "الجيش الحر" للمباحثات السياسية، ومن ثم تخفض تفاوضها بحسب حالة الميدان في سورية، على أمل ضمان أكثر من كرسي في أي حكومة وحدة وطنية.
ويضيف المصدر: إن واشنطن بهذه الخطوة طمأنت كلاً من قطر والسعودية وتركيا إلى أن التسوية ليست على حساب ماء وجوههم، وطمأنت معارضيها بأنهم ليسوا للبازار، وذلك لتتمكن من إطالة أمد الأزمة السورية إلى آخر قطرة دم من دماء المسلحين، وبحسب المصدر، فإن الأمريكي بعد نكسة زلزال دمشق يحتاج المزيد من الوقت، عبر تقسيم المعارضة، حيث سيقاتل الجيش الحر إلى آخر رمق أملاً لقياداته بمنصب حكومي معتقدين بأنهم الأحق لأنهم من قاتل على الأرض، وسيدفعون المسلحين إلى القتال إلى آخر رمق، وما بين ما بقي من عمر الأزمة والمفاوضات السياسية تكون واشنطن أخذت وقتها الكافي للتفاوض مع دمشق وطهران وبكين وموسكو.
عن الموقف السوري
وعند سؤالنا للمصدر: هل تعتقد أن دمشق ستدخل مثل هذه البازارات بعد أن يتمّ الحسم، قال: دمشق قبل الحسم رفضت الحوار مع من حمل السلاح ومن دعا للتدخل الخارجي، ومن الصعب فرض حلول على دمشق بعد أن تحسم الميدان، ولكن واشنطن ستقاتل حتى آخر فرصة، ففي العراق حتى الشهر الأخير كانت تفاوض دمشق وطهران على التمديد لقواتها ستة شهور إضافية ولكن لم تنجح، وطالما هي تملك أملاً فلن تتوقف!!.