ارتفعت أصوات العلماء في أنحاء الأرض بضرورة نصرة المسلمين في بلاد الشام والذب عنهم، والقيام بالحد الأدنى من النصرة الذي يرفع عن المسلمين الحرج والإثم، كما دل على ذلك قوله عز وجل (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، وقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره)،
إلى غير ذلك من الآيات والآحاديث التي لا تخفى، فإن وجوب نصرة المسلمين من المعلوم في الدين من الضرورة.
وفي سبيل تهذيب هذه النصرة وإيضاحها فإنني أقول:
1- إن جهاد الباطنيين النصيريين من أعظم القربات إلى الله، وما زال هذا معروفا عند العلماء قديما وحديثا، وما زالت فتاويهم تخرج بذلك.
ولعل أشهر أحوالهم مع هؤلاء الباطنيين ما قام به الإمام القدوة أبو بكر محمد بن أحمد الرملي المعروف بابن النابلسي، محدث زمانه، فقد أتى به بنو عبيد
في الأغلال، وقالوا له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهما، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين،
وادعيتم نور الالهية، فشهروه ثم ضربوه، ثم أمروا يهوديا فسلخه.