كلام المفتي عن مسلسل الفاروق - خطبة 16 شعبان .mp3 (490.4 كيلوبايت, المشاهدات 298)
فتوى جديدة للشيخ الفوزان عن مسلسل الفاروق.mp3 (239.8 كيلوبايت, المشاهدات 262)
فتاوى ابن باز والعثيمين + فتوى جديدة للفوزان في تمثيل الصحابة.mp3 (1.19 ميجابايت, المشاهدات 239)
تكريم الآل والأصحاب بمنع تمثيل أحد منهم و تجسيد صورهم.doc (51.0 كيلوبايت, المشاهدات 69)
قال ابن المبارك -رحمه الله- : « من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته»
[«((سير أعلام النبلاء)) (8/408).]
وهنا نص الخطبة الثانية للمفتي عبد العزيز آل الشيخ -وفقه الله - حيث حذر من تمثيل الصحابة رضي الله عنهم.....
الخطبة الثانية
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها النَّاس، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، عباد الله، إن الله جلَّ وعلا ذكر في كتابه العزيز أقسام المؤمنين فقال: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ*وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ*وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
أخي المسلم، هؤلاء المهاجرون ثم يليهم الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) أولئك أصحاب محمد خير الأمم بعد الأنبياء، نظر الله في قلوبهم بعد الأنبياء فرأى قلوب أصحابه خير القلوب فاختارهم لنصر دينه وتأيد نبيه رضي الله عنهم وأرضاهم، أثناء السلف على من بعدهم ممن ذكروهم بالخير، واستغفروا لهم، وذكروا فضائلهم: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، سبقونا والله بالإيمان، وسبقونا بالهجرة ما كان في ما مضى مثلهم، ولكن يكون بعدهم مثلهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أهل الهجرة والجهاد والنصرة والتأيد لهذا الدين.
أيها الأخوة، إن من المصائب والبلايا أن يهتم البعض من الناس بالسيرة الخلفاء الراشدين بأسلوب مآله التجريح والنقد والقدح فيهم مهما بطلوا ذلك، إن هناك طائفتين أخذت على عاتقها في قنواتها تجريح أصحاب رسول الله وسبهم وعيبهم ونقدهم هؤلاء عرفوا بالمجوس لا يسكر ذلك منهم، وأخرى من بعض المؤمنين أرادوا أن يأخذوا سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتحليل السياسي والتحليل الاجتماعي، لماذا؟ ليجعلوا هذه الشخصية مجالا لنقد الناقدين وتكلم المتكلمين واستهزاء المستهزئين يضعون هذه الشخصية الفذة التي ملئت دواوين الإسلام بفضائله وأعماله وسيرته، فلماذا؟ لا ننشرها ونترجمها ونسمعها الناس، أما أن نجعلها سينمائي يحدث عنها كل ساقط وساقطة وليقل عنه ما يقل وليكن محكا للتجريح والنقد وإخراجه المخرج أن هذا الصحابي الخليفة الراشد أعرابي جلف في ملبسه وهيئته، شخصية إسلامية أجمع المسلمون على إمامته وخلافته وأن خلافته خليفة راشده، وانه إمام هدى، وأنه مع صاحبه الصديق هم من خير الخلق يقول صلى الله عليه وسلم: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ"، فما بالنا نعدل عن سيرتهم من كتب الإسلام ونجعلها في السينمائي ليكون مجالا للنقد والاستهزاء والسخرية، فلنتقي الله في أنفسنا ولنرفع في هذه الشخصية الفذة عن هذا المجال السينمائي، وأن نعرف قدرهم وفضلهم ومكانتهم، وأن يمحط من تولى الفكرة فإنها مخطئة وأي أشخاص تمنوها فهم مخطئون ضالون، لأنهم لو أرادوا الحق لترجموها ونشروها، أما أن نضعها في هذا الفلم لكي يقول من يقول وينقد من ينقد ويسخر من يسخر ويهمز من يهمز؛ لكي نرضي أعدائنا بالطعن في شخصيات إسلامنا وانتقاد تلك الشخصية الفذة الإسلامية التي سطر التاريخ بها، فلنتقي الله في أنفسنا ولنجنب أصحاب نبينا هذا التجريح وهذا الهمز وهذا اللمز، وأن نظهر سيرتهم كما كتبها علماء الأمة نشرا وتأيد وترجمه، أما هذه الأفلام والمسلسلات فإنها في الغالب لا تدعوا خيرا ولا تقصد خيرا ومهما قال من عدها ممن يدعون التنوير الفكري مهما قالوا وفضلوا فهم على خطاء فيما سلكوا هذه سيرتهم ملأت كتب السنة ودواوين الإسلام وتواريخ الإسلام فلنقرأه ولنترجمها ولننشرها ولنجتنب هذه الطرق الملتوية التي مآله إلى تجريح أولئك والطعن في سيرتهم والقدح في فضائلهم، نسال الله السلامة والثبات والعافية، وليحذر المسلم من أن ينفق ماله في الباطن، وليحذر أن يكون دائرة ضلال من حيث لا يشعر، فليتقي الله المسلمون وملاك محطات الفضائية ليتقوا الله في أنفسهم وليعلموا أن ما يقدمون عليه خطأٌ وخطرٌ وجريمة، نسأل الله الثبات والاستقامة.
واعلموا رحمكم الله أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنِّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.
وصَلُّوا رحمكم الله على محمد صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفاءه الراشدين الأئمة المهدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.
اللَّهمَّ أمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللَّهمَّ وفقههم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدالله بنَ عبدِالعزيزِ لكل خير، سدده في أقواله وأعماله، وبارك له فيه عمره وعمله، وألبسه ثوب الصحة والسلامة والعافية، اللَّهمَّ وفق ولي عهده سلمان بن عبدِالعزيزِ لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، وأعنه الرعاية على مسئوليته إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.