من المسآئل المهجورة في الطهآرة }~
2/ المضمضة والاستنشاق ثلاث مرات بكف واحدة
قال العلامة ابن القيم: ( وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق
فيأخذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه ولا يمكن في الغرفة إلا هذا
وأما الغرفتان والثلاث فيمكن فيهما الفصل والوصل
إلا أن هديه - صلى الله عليه وسلم- كان الوصل بينهما )
/
وقد دل على ذلك من الأحاديث ما يلي:
1 - عن عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - في صفة وضوء رسول الله:
« أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثم غسل أو مضمض واستنشق
من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثاً...
ثم قال: هكذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
قال ابن حجر : ( وهو صريح في الجمع كل مرة )
وقال أيضاً: ( واستدل به على استحباب الجمع بين المضمضة والاستنشاق من كل غرفة ).
وقال النووي : ( في هذا الحديث دلالة ظاهرة للمذهب الصحيح المختار
أن السنة في المضمضة والاستنشاق: أن يكون بثلاث غرفات،
يتمضمض ويستنشق من كل واحدة منها )
/
2 - عن ابن عباس - رضي الله عنه-
« أنه توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء، فمضمض بها
واستنشق.. الحديث ، وقال: هكذا رأيت رسول الله يتوضأ»
قال ابن حجر – رحمه الله - ( وفيه دليل الجمع بين المضمضة
والاستنشاق بغرفة واحدة )
/
3 - عن علي - رضي الله عنه- « أن رسول الله توضأ فمضمض
ثلاثاً واستنشق ثلاثاً من كف واحد »
وفي لفظ : «ثم تمضمض واستنثر ثلاثاً يمضمض وينثر
من الكف الذي يأخذ منه الماء»
/
تنبيه هام :
ورد حديث مخالف لما تقدم وهو:
عن طلحة بن مصرفٍ عن أبيه عن جده قال:
« رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يفصل بين المضمضة والاستنشاق .»
/
لكنه ضعيف لعلتين:
الأولى : ليث بن أبي سليم ضعيف.
والثانية : مصرف والد طلحة مجهول الحال.
فالحديث ضعفه ابن حجر في بلوغ المرام وابن الملقن
ونقل هو وابن حجر في التلخيص الحبير عن النووي
في تهذيب الأسماء واللغات قولـه: ( اتفق العلماء على ضعفه )./
وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد:
( ولم يجئ الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح
البتة لكن في حديث طلحة... فذكره.
ولكن لا يروى إلا عن طلحة عن أبيه عن جده ولا يعرف
لجده صحبة ) ا.هـ. والله تعالى أعلم.