معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
قصصٌــ مَخْتارَهـْ
السيدة خديجة رضي الله عنها
كانت خديجة بنت خويلد امرأة من أحسن نساء قريش, لبيبة عاقلة حازمة, وكان لها مال تتاجر به, فترسل الرجال بمالها إلى اليمن والشام, وتعطيهم أجرهم مقابل عملهم لها, وبهذه الطريقة كثر مالها, وعاشت عيشة كريمة, وكانت قد تزوجت من رجل يقال له: أبو هالة, فلما مات أبو هالة خطبها كثير من وجهاء مكة, ورغبوا في الزواج منها, لكنها رفضت ذلك.
وكانت خديجة تسمع أن (محمداً) شاب صادق أمين, يمتاز بين الرجال بأخلاقه الكريمة وهمته العالية, فأرادت أن تستوثق من ذلك, فاتفقت معه أن يسير بتجارتها إلى الشام, وتعطيه أكثر مما كانت تعطي الآخرين.
واستعد محمد للسفر والتجارة بمال خديجة, فلما حان موعد انطلاق القافلة سار ومعه (ميسرة) غلام خديجة, وكانت خديجة قد طلبت من (ميسرة) أن يرقب محمداً وأحواله, ليخبرها عنه بعد الرجوع من السفر.
مضت القافلة حتى وصلت الشام, وأخذ التجار يعرضون ما معهم من البضائع, ولما رجعوا إلى مكة كانت أموال خديجة قد ربحت أكثر مما كانت تربح في كل مرة, وأخذ ميسرة يحدث خديجة عما رأى من محمد.
حدثها عن صدقه وأمانته, وأنه لا يغش ولا يخادع, بينما كان التجار الآخرون يكذبون ويغشون ويخادعون ليبيعوا ويربحوا, وحدثها أن محمداً كان كلما سار أو مشى في الشمس ظللته غمامة تسير معه فلا تفارقه, وتقيه حر الشمس. وكان مثالاً في العفة والشهامة والخلق الكريم.
سُرَّت خديجة بما بلغها عن محمد, ورغبت أن تكون زوجة له, فأخبرت إحدى صديقاتها برغبتها, وقامت تلك الصديقة بعرض الزواج على محمد, لكنه اعتذر بسبب ضيق ذات اليد, فقالت له: فإذا دُعيت إلى المال والجمال والشرف؟
قال: من؟
قالت: خديجة.
قال: وكيف لي بذلك؟
قالت: أنا أكلمها لك.
ثم رجعت إلى خديجة فأخبرتها بما جرى, وبعد ذلك أخبر محمد أعمامه, وجاءوا فخطبوها له من عمها عمرو بن خويلد, وتَمَّ الزواج.
كانت خديجة أول امرأة تزوجها محمد صلى الله عليه وسلم, وكان زواجه منها قبل بعثته بخمسة عشر عاماً, وعندما أكرمه الله تعالى بالنبوة كانت خديجة أول من آمن به, وعاشت معه إلى السنة العاشرة من البعثة, فكانت تواسيه وتخفف عنه ما يلقاه من أذى المشركين واستهزائهم, وبذلت مالها في سبيل الله, وفي مرضاة رسول الله r, ولما توفيت حزن رسول الله عليها حزناً شديداً, وكان يفضلها على سائر نسائه, ويقول:
آمنت بي إذ كفر بي الناس, وصدقتني إذ كذبني الناس, وواستني بمالها إذ حرمني الناس, ورُزقت منها الولد.
وقد ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءه وبناته كلهم إلا إبراهيمَ, ولدت له: القاسم وعبد الله (الطيب الطاهر), وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم.
ومن وفائه لها صلى الله عليه وسلم:
- لم يتزوج امرأة غيرها حتى ماتت.
- كان يذكرها بخير ويثني عليها, ويترحم عليها.
- كان يصل أرحامها, ويكرم صديقاتها اللاتي كن يزرنها.
وقد نزل عليه جبريل يوماً وأمره أن يبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب (لؤلؤ مجوف) لا صخب فيه ولا نصب.
رحم الله السيدة الطاهرة المطهرة خديجة أم المؤمنين, ورضي عنها وأرضاها. آمين.
لإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج رحلة عظيمة عجيبة, ومعجزة من معجزات الرسول.
بعد أن رجع الرسول من الطائف, جاءه جبريل عليه السلام ليلاً, ومعه البراق, (والبراق مخلوق أبيض طويل, وارتفاعه أعلى من الحمار وأدنى من البغل, لكنه سريع سرعة عظيمة بحيث يضع حافره عند منتهى بصره, ويسبح في الفضاء.) وطلب جبريل من الرسول أن يركب البراق, ثم انطلق به إلى بيت المقدس, وهناك ربط البراق بحلقة ثم عرج مع جبريل إلى السماء.
فلما وصل جبريل ومعه الرسول إلى باب السماء الدنيا استفتح, فسأله أهلها: من؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: هل صار رسولاً؟ قال: نعم. ففتحوا لهما, وصعدا إلى السماء الثانية ثم الثالثة فالتي بعدها حتى وصلا إلى السماء السابعة, وفي كل سماء يستفتح جبريل ويسأله أهلها, ثم تقدم الرسول حتى وصل إلى سدرة المنتهى, وهناك رأى الرسول الجنة وما أعد الله فيها من النعيم والمتع للمؤمنين, وكلمه الله تعالى, وشاهد كثيراً من الآيات والعجائب التي تدل على قدرة الله تعالى وعظمته.
وقد أكرمه الله تعالى بهدية عظيمة هي الصلاة, حيث فرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة, فلما عاد الرسول لقي سيدنا موسى في السماء, فسأله موسى: ماذا فرض الله على أمتك؟ فقال: فرض عليهم خمسين صلاة في اليوم والليلة. قال: يا محمد, ارجع إلى ربك واسأله التخفيف. فرجع وسأل ربه التخفيف, ثم مر بموسى فسأله فقال: خفف عنهم خمس صلوات. فقال: ارجع فاسأل ربك التخفيف, فرجع وسأل التخفيف, وظل يتردد مرة بعد مرة حتى خُففت الصلوات إلى خمس صلوات, فقال له الله عز وجل: قد أمضيتُ فريضتي وخففت على عبادي, هي خمس صلوات في العمل وخمسون في الأجر. ثم رجع الرسول ومعه جبريل إلى القدس, وهناك جمع الله له الأنبياء, فصلى بهم إماماً.
اللهم صلي على النبي المختار و على آله و اصحابة الأبرار
بناء الكعبة
الكعبة الشريفة, بناء له أهميته العظيمة عند العرب, فقد بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأمر ربه سبحانه, وأعانه في ذلك ابنه إسماعيل, وظل العرب يعظمون الكعبة ويطوفون حولها, ويحجون إليها كل عام, ويقومون بالمناسك التي توارثوها من عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
كانت الكعبة مبنية من الحجارة, وحدث ذات مرة أن شب حريق عند الكعبة, مما أضعف بنيانها, وبعد ذلك بمدة جاء سيل غمر الكعبة حتى كادت تنهدم, فأرادت قريش أن تعيد بنيانها, ليكون أقوى وأثبت.
ثم إن قريشاً اجتمعوا على بنيان الكعبة وكانوا يهمُّون بذلك فيهابون هدمها, وكانت بناءً من الحجارة فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها.
وكانت سفينةٌ لرجل من الروم قد تحطمت, وقذف البحر حطامها على ساحل جدة, فأخذ أهل مكة خشبها ليسقفوا به سطح الكعبة, وكان بمكة رجل قبطي نجار فاتفقوا معه أن يبني لهم سقف الكعبة من ذلك الخشب. وكانت حية تخرج كل يوم فتتشرق على جدار الكعبة فكانوا يهابونها فبينما هي يوماً تتشرق على جدار الكعبة بعث الله عز وجل عليها طائراً كبيراً فاختطفها فذهب بها, فقالت قريش: إنا نرجو أن يكون الله عز وجل قد رضي ما أردنا؛ عندنا عامل رفيق, وعندنا الخشب, وقد ذهب الله تعالى بالحية.
فلما أجمعوا أمرهم على هدمها وبنائها قام أبو وهب عامر بن عائذ المخزومي فتناول من الكعبة حجراً, فوثب من يده حتى رجع الى موضعه فقال: يا معشر قريش لا تُدْخِلُنَّ في بنيانها من كسبكم الا طيباً, ولا تدخلن فيها حراماً ولا بيع ربا ولا مظلمة من أحد.
ثم إن الناس هابوا هدمها وفرِقوا منه, فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها. فأخذ المعول ثم قال: اللهم إنا لا نريد إلا الخير, ثم هدم من ناحية الركنين, فانتظر الناس تلك الليلة وقالوا: ننتظر فإن أصابه مكروه لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت, وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله عز وجل ما صنعنا, فأصبح الوليد لم يصبه شيء, فأخذ يهدم وهدم الناس معه, فلما انتهى به الهدم إلى أساس الكعبة اتبعوه حتى انتهوا إلى حجارةٍ خُضرٍ كالأسِنَّة آخذٌ بعضها بعضاً, فأدخل رجل بين حجرين منها العتلة ليقلع أحدهما فلما تحرك الحجر اهتزت مكة بأسرها فهابوا عند ذلك تحريك الأساس.
ثم أخذت القبائل من قريش تبني, وكل قبيلة تبني من جهة, حتى بلغ البناء موضع الحجر الأسود, فاختصموا في رفعه, كل قبيلة تريد أن ترفعه دون الأخرى, فقالت كل قبيلة: نحن نرفعه واختلفوا في ذلك حتى تحزبوا وأعدوا للقتال, فقرّبت بنو عبد الدار جفنة فملؤوها دماً, ثم تحالفوا هم وبنو عدي بن كعب على الموت, وأدخلوا أيديهم في تلك الجفنة فغمسوها في الدم. فمكثت قريش أربع ليال أو خمساً، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وكان أبو أمية كبيراً وسيداً من سادة قريش, فقال: يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل عليكم من باب المسجد. فلما توافقوا على ذلك ورضوا به نظروا فإذا محمد يدخل, فلما رأوه قالوا: هذا الأمين! قد رضينا بما قضى بيننا. فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر فقال: هاتوا ثوباً, فأتوه به فوضع رسول الله الحجر فيه بيديه ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوا جميعاً, فرفعوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه رسول الله بيده, ثم بنى عليه. فكان رسول الله يُسَمَّى في الجاهلية الأمين قبل أن يوحى إليه.
وبذلك رضي الجميع, وزال الخلاف الذي كان بينهم, وأتمت قريش بناء الكعبة, فرفعوا بابَها عن الأرض حتى لا يدخلها إلا من أرادوا دخوله, وجعلوا لها سقفاً من ذلك الخشب الذي أخذوه من السفينة. ولكنهم لما رأوا أن المال الذي جمعوه لا يكفي لبناء جميع الكعبة, تركوا مكان الحِجْر فلم يرفعوه كما رفعوا بقية جدران الكعبة.
وقد أخبر الرسول عن ذلك فقال لعائشة: "لولا أن قومك حديثو عهد بشرك أو جاهلية لهدمت الكعبة ثم زدت فيها ستة أذرع من الحِجْر فإن قريشاً اقتصرتها حين بنت الكعبة, ولجعلت لها بابين؛ باباً شرقياً وباباً غربياً، وألزقتُها بالأرض".

قصة داود عليه الصلاة و السلام يتعلم من ربه
كان داود عليه الصلاة و السلام رغم قربه من الله وحب الله له ، يتعلم دائما من الله
فيذكر لنا المولى في كتابه الكريم قضية أخرى : جلس داود يوما في محرابه الذي يصلي لله ويتعبد فيه ، وكان إذا دخل حجرته أمر حراسه ألا يسمحوا لأحد بالدخول عليه أو إزعاجه وهو يصلي ، ثم فوجئ يوما في محرابه بأنه أمام اثنين من الرجال ، وخاف منهما داود لأنهما دخلا رغم أنه أمر ألا يدخل عليه أحد.
سألهما داود : من أنتما؟ ، قال أحد الرجلين : لا تخف يا سيدي ، بيني وبين هذا الرجل خصومة وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق.
سأل داود: ما هي القضية؟ ، قال الرجل الأول : إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ ، وقد أخذها مني.
قال داود بغير أن يسمع رأي الطرف الآخر وحجته : لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِه ، وإن كثيرا من الشركاء يظلم بعضهم بعضا إلا الذين آمنوا ، وفوجئ داود باختفاء الرجلين من أمامه ، اختفى الرجلان كما لو كانا سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود أن الرجلين ملكان أرسلهما الله إليه ليعلماه درسا ، فلا يحكم بين المتخاصمين من الناس إلا إذا سمع أقوالهم جميعا ، فربما كان صاحب التسع والتسعين نعجة معه الحق ، وخر داود راكعا ، وسجد لله ، واستغفر ربه

|