من بركان دمشق إلى معركة حلب الكبرى.. عصابات "الجيش الحر" كذبت الكذبة وصدقتها..؟

2012/07/27
ما إن سمع العالم كلّه بأن معركة "تحرير دمشق" بدأت، وأن زلازل وبراكين رياض الأسعد وعصابته ستنهمر على دمشق وتدمّرها، حتى وضع الجميع يده على قلبه، متوقعاً أن تكون الضحايا بالآلاف، غير أن الجيش العربي السوري وقوى الأمن وحفظ النظام سرعان ما قلبوا المعادلة، وطمأنوا الناس، وفضحوا الكذب والتزييف الذي ضخّته قنوات الفتنة ولاسيما "الجزيرة" و"العربية" التي ضخمت دمية "الجيش الحر" ونفخت فيها إلى حدّ أنها طارت أمام أول "نفخة" من عسكري سوري في أحياء التضامن والميدان ونهر عيشة والزاهرة وصولاً إلى بعض البؤر الصغيرة التي توزعت على أطراف ومداخل مدينة دمشق.
على أن اللافت هو سرعة اكتشاف كذب وادّعاءات تكفيريي القاعدة وعصابات "الجيش الحر" وانهيارها رغم الضخ والتضخيم الإعلامي الكبير، الذي سبق تسلل بعض عناصرها إلى أحياء دمشق الآمنة، حتى أن العصابات التي لوى الجيش ذراعها ودق عنقها، أدركت أنها وقعت في فخ التضليل الإعلامي وأن ماقاله العقيد الفار رياض الأسعد عن أن عصابته "لن تتراجع قبل إسقاط دمشق واحتلالها"!!.. وأن ما ادّعته من أنها أسقطت مروحية تابعة للجيش السوري بحي القابون، هذه الكذبة التي سرعان ما دحضتها مصادر إعلامية ردّت على فبركات قناة "العربية" السعودية التي بثت الخبر حيث بيّنت أن صورة الطائرة المسقطة المزعومة مأخوذة عن مواقع أخرى، لطائرة سقطت في أفغانستان، وهي تابعة بالطبع لقوات "الناتو"، لم يكن كل ذلك إلا كذبة كبرى دفعت هؤلاء الإرهابيين إلى انتحار جماعي هم بالطبع الخاسرون الوحيدون فيه!!.
واليوم تتكرر الكذبة والتضخيم ذاته في مدينة حلب التي بدأت منذ يومين مواجهات محدودة بين الجيش السوري وقوى حفظ النظام وبين ماتبقى من فلول الجماعات الهاربة من حمص وإدلب ودمشق والمدعومة بتعزيزات من تكفيريي القاعدة وأغلبيتهم من ليبيا وتونس ومصر وأفغانستان، الذين دفعت بهم الاستخبارات التركية إلى حدود حلب الشمالية والشرقية خلال الأيام القليلة الماضية، مجهزين بأحدث الأسلحة التركية والأوروبية وبصواريخ حرارية وأخرى مضادة للطيران سعياً للسيطرة على حلب وإعلانها منطقة آمنة، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين أن حكومته ضاق صدرها من "اللاجئين السوريين" ولاسيما بعد الإشكالات الأخيرة، وأن إعلان حلب منطقة آمنة سيشكل ملاذاً يمكن نقل اللاجئين إليه!!.
فيما رجح مراقبون أن تكون معركة حلب هي المعركة الأخيرة، التي يمكن أن تعلن بعدها سورية انتصارها وإخفاق المشروع التركي- القطري- الصهيوأمريكي للسيطرة على الشرق الأوسط. إذ تشير المعلومات إلى وجود نحو 12 ألف إرهابي في حلب ومدنها وقراها، وأن هؤلاء ينتشرون في الأحياء الجنوبية والشرقية على أطراف حلب، ولاسيما صلاح الدين والحمدانية وجوارهما استعداداً لما سمّته وكالة "فرانس برس"، نقلاً عن مقاتلي المعارضة "معركة حلب الكبرى"!!.
ولئن كنّا لا نستخفّ أبداً بالمعلومات الواردة من أكثر من مصدر سياسي وإعلامي، أو نشكك بصحة وجود أو عدم وجود 12 ألف إرهابي مجهزين بأحدث الأسلحة وأجهزة الاتصالات، غير أننا وقد رأينا ما رأينا من بطولات قواتنا المسلحة وشجاعة ضباط وجنود الجيش العربي السوري، فإننا نجزم أن ما يسمّى "معركة حلب الكبرى" هي السهم الأخير في جعبة أردوغان وحلفائه من عربان الخليج، والمسمار الأخير الذي سيدقه جيشنا الباسل في نعش تلك الدول التي زحفت إلى حدودنا لتنفث في سورية سموم القتل والحقد والخراب.
إن ماسمّاه البعض معركة "تحرير دمشق" كشف كثيراً عن حجم الكذب الذي اتبعته الأطراف المتآمرة والمشاركة في سفك دماء السوريين، حيث لم يجد جيشنا كبير عناء في محاصرة البؤر الإرهابية والقضاء على المسلحين في مختلف الأحياء التي تسللوا إليها في دمشق، واليوم في معركة حلب هاهم أسودنا على الأرض ونسورنا في السماء يدهم على الزناد ينتظرون الإشارة الأولى لكنس ما تبقى من فلول الجماعات الإرهابية والمرتزقة الذين جاؤوا ليزرعوا الموت في بلادنا.
يومان فقط.. وسيخبرنا بواسلنا أن "بركان دمشق" و"معركة حلب الكبرى".. كذبتان من كذبات عصابات "الجيش الحر" التي أطلقتها وصدقتها ووقعت في شر تصديقها!!.