منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقيقة الثورة الليبية (معليش)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-24, 03:29   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
jackin
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية jackin
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي

إن في تصاريف الأيام , وتداول الأحوال ,
لعبرةً تدعو لفكرة , تجعل المؤمن يتفكّر في سنن الله الكونية ,
فيزداد بها تعظيما وإيمانا ,
وإقرارا وإذعانا لمن خلقها جل شأنه
وأدار فلكها ورمكها على مِغزل الأيام بخيوط القدر الرقيقة ,
وأدخل جَمَلَ الحوادث في سَمّ خِياط قدره ,

" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " .
وفي هذه الأيام تتجلي سنن الله الكونية
تنادي أولي الألباب ليعرفوها كما أخبر بها خالقها جل شأنه
في الظالمين والطغاة من عباده

"
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا " .
فإن الدنيا وإن عظمت لا تساوي عند الله جناح بعوضة ,

فعطائه فيها لمن يحب ولمن لا يحب ,
وأعظم العطايا في الدنيا عطية " المُلك "
ولذا قال جل شأنه
لسليمان عليه السلام بعد التفضل عليه بالملك العظيم :

" هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " ,
ومع كبير قدر الملك , وعظيم خطره ,

وتشبث العبد به وتطاوله إليه ,
حتى إنه لا يكاد يفلته إن حصل عليه ,
فلا يؤخذ منه أخذا بل ينتزع منه انتزاعا كانتزاع الروح من الجسد ,
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ " .
فبعد طويل ليل الطغاة الجبابرة ,

الجاثمين على صدر الأمة ردحا من الزمان ,
آذن الله بالإصباح للمستضعفين ,
لينظر صنيعهم ,

وهو أعلم بهم ,
" الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " .

فها هم عتاة الأقطار , وجبابرة الأمصار ,
يتساقطون واحدا تلو الآخر في مزبلة التاريخ ,
فبعد أن شادوا لهذا اليوم الحصون ,

" أَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ " ,
" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
" .
ويا للعجب من قدر الله وحكمته البالغة ,
وبديع نواميسه الخفية والظاهرة ,
ولا إله إلا الله وحده لا شريك له في حكمه وملكه وقدره
.

تبدأ الكوارث القدرية في الطبيعة من غير إنذار فقطرة ماء ,

تنقلب إلى سيل جارف ,
وانقداح شرارة إلى حريق هائل ,
وتحرك صفيحة أرضية إلى بركان عارم ,
وتعاقب نسمة إلى ريح عاصف !

لكنها لا تحرّك في بُنيّ آدم شيء بل ينسب أمرها إلى سببها ويتناسى مسببها سبحانه وتعالى

لكن عندما تكون الكوارث في البشر يكون لها معيار آخر
وسنة كونية لها تقديرها
من الله سبحانه
وقد جاء إنذارها في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,

قال الله تعالى :
" فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ "
وقال صلى الله عليه وسلم :
" إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ،
ثُمَّ قَرَأَ :
( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
) " .
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ " ,متفق عليه ,
البخاري (6/74) ومسلم (4/1997)


فمن عجيب قدر الله التي لا يخطر عليها البال ,

أن يهين بعض عبيده من الملوك الآبقين عن طاعته ,
بأحقر ما ينظرون إليه !

فها هي عربة
" البو عزيزي "
بعد أن شرّدت العبد الآبق ذي الرقم (1) ابن علي في العالمين ,
وضيّقت أنفاس العبد الآبق ذي الرقم (2) حسني مبارك بالسجن ,
وأحرقت وجه العبد الآبق ذي الرقم (3) علي صالح ,
وها هي تسجل العبد الآبق ذي الرقم (4) القذافي وتخرجه من مجاري الصرف الصحي !

ولا زالت هذه العربة تجري في فلكها









رد مع اقتباس