قال الله تعالى:"وأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"
طرح هذا السؤال على فضيلة الشيخ أبو عبد السلام
س: بعض النساء يحضرن أطفالهن معهن إلى صلاة التراويح ولكن لا يقمن بمراقبتهم فيعبثون داخل المسجد ويشوشون على المصلين والمصليات، فما الحكم في ذلك وماذا يقال للنساء اللواتي يدخلن المسجد في صلاة التراويح؟
فأجاب قائلا:
ج: ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على صلاة التراويح مع الإمام حتى يكتب لهم قيان رمضان ، عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"(1)، فشرطا مغفرة ذنوب القائم لليالي رمضان هما:
1- الإيمان بالله عز وجل الذي خلقنا لعبادته والصيام والقيام من أجل العبادات.
2- واحتساب الأجر عند الله عز وجل وذلك بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له مع الصبر واحتمال المشقة رجاء ما عند الله من الثواب الجزيل.
وحرمة المسجد عظيمة كونه بيت الله، فيه يعبد المؤمنون ربهم ويذكرونه وينسون بداخله هموم الدنيا وحطامها الزائل فلا يتحدثون فيه عن بيع أو شراء ولا يسمع لهم فيه مراء أو جدال، قال الله تعالى:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ*لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ "سورة النور:36-37-38.
ومن المؤسف أن يتهاون المسلمون في شأن المسجد فتراهم ربما رفعوا فيه أصواتهم بالضحك واللغو والجدال غير المؤسس على العلم الصحيح.
وإحضار الأطفال إلى المسجد وتركهم يعبثون فيه ويلهون ويقولون كلاما يزعج المصلين يعتبر من قبيل ما ذكرنا وعلى كل أمّ أحضرت طفلها معها إلى المسجد أن تضعه بجنبها حتى تراقبه وتذكره بحرمة بيت الله فيتربى وينشأ على ذلك أما أن تحضر الأم أو الأب الأطفال ليتركوا في مؤخرة المسجد ويتخذها فسحة للعب والمبارزة بقبيح الكلام فهذا ممنوع شرعا وإن اضطر جماعة من المصلين لطردهم فليفعلوا ذلك حتى يكون ردعا وزجرا لهم ومحرك الضمائر وقلوب أوليائهم وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية-رحمه الله-.
وأما المرأة الحائض فالأولى أن تبقى في بيتها وسبل الخير وتحصيل الأجر كثيرة والحمد لله ولا يجوز لها دخول المسجد بدعوى سماع ذكر القرآن الكريم فلها أن تسمع ذلك في بيتها،ووسائل ذلك ميسورة والحمد لله حتى في صلاة العيد التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحضور النساء إليها حتى الحيض منهن ولكن أشار إليهن أن يجلسن خارج مكان أداء الصلاة إذا كان هذا في مصلى العيد وهو ليس مسجدا أصلا فنهى الحيض عن دخول المساجد أولى إلا إذا كانت حلقة علم خارج قاعة الصلاة.
(1):أخرجه البخاري(2009) ومسلم(759).