منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشيخ ابراهيم الرحيلي ..وتفنيد شُبَه غلاة التجريح والتبديع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-22, 01:04   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل أصاب الشَّيخ ربيع في مقاله الأخير (حكم امتحان أهل الأهواء)(؟)

الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد؛يجد النَّاظر في مقال فضيلة الشَّيخ ربيع الأخير : " ما حكم الإسلام في امتحان أهل الأهواء و غيرهم" أنَّه قد بذل جهدا لتقرير هذا الأصل كأنَّما يخالف في ذلك بعضُ أهل السُّنَّة في هذا العصر(؟!)
فدائما ما يكون الإشكال مع الشَّيخ ربيع مِن هذا الجنس: يُعارض النِّزاع في الفرعيَّات بالكلِّيَّات الَّتي لا ينازعه فيها أحد (؟!)
فالامتحان وإن كان أصلا شرعيَّا جاءت به الشَّريعة، ودلَّ عليه القرآن و السُّنَّة فإنَّ موضوعه مختلف عن تصوُّر الشَّيخ ربيع له،فلا يجب، ولا يجوز أن نخلط بين أنواعه، ومقاصد كلِّ نوع منها.
فكون الله سبحانه و تعالى يمتحن عبادَه ليميِّز بين المؤمنين و المنافقين ،و الطَّيِّب والخبيث. وكون الإنسان يُمتحن على دينه إذا تعلَّق الأمر بعتق، أو كفارة، أو شهادة أمام القاضي، فهذا لا ينازع فيه مسلم يعرف دينه.
فليس الإشكال في أنواع الامتحانات الَّتي ذكرها الشَّيخ ربيع كأنَّما مَن ينازعه في ملابسات هذه القضيَّة وتنزيلاتها لا يعلم ما جاء في امتحان النِّساء، و الولاة، و الأصحاب، و الشُّركاء و الشُّهود(؟!)
وعندما يذكر الشَّيخ ربيع ما جاء في كتاب الله مِن آيات تُخبر عن امتحان الله لعبادِه كقوله تعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت: 1 - 4] .
فهناك فارق بين امتحان الله لعباده، و هو العليم ببواطنهم، وحقيقة أحوالهم، وبين ما نقله الشَّيخ ربيع عن بعض أئمَّة السُّنَّة مِن اعتبار قرينة الحبِّ و البغض لبعض المشاهير مِن الأئمَّة علامةً على سُنِّيَّة الشَّخص أو بدعيَّته.
ذلك أنَّ هذه العلامة " الحبّ و البغض" ليست على إطلاقها كما ستراه في تعليقي على بعض أمثلته ،فيجب فهم مقاصد الأئمَّة مِن مثل هذه الكلمات حتَّى نحفظ الأصل ،ولا نهدر الاستثناء .
وقد علمنا أنَّ الامتحان و الاختبار المذكور في القرآن هو الفتنة ،كما قال موسى عليه السَّلام : {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155] .
أي: امتحانُك و اختبارك تضلُّ به مَن خالف الرُّسل،وتهدي به مَن اتَّبعهم،ولم نؤمر بفتنة النَّاس في دينهم بالعبارات الموهمة، و الأصول الَّتي ما أنزل الله بها مِن سلطان ،ككثير مِن القواعد الخاصَّة بالشَّيخ ربيع ،و الَّتي يمتحن بها أهل العلم ممَّن يستضعفهم.
وعليه، فأكثر ما جاء في هذا المقال تكرار لأنواع الامتحان الَّتي وردت بها الشَّريعة، وهذا لا نزاع فيه ،و لا يوجد مِن المخالفين للشَّيخ ربيع ـ مِن أهل السُّنَّة ـ مَن قال :إن مبدأ الامتحان بدعة(!)
وإنَّما يردُّون أصل الشَّيخ ربيع الَّذي عجز في مقاله هذا عن التَّدليل عليه، وهو امتحان كلِّ شخص بكلِّ شخص يخطِّئه، فهذا لا أصل له عند أهل السُّنَّة ،ولم يورد له دليلا واحدا.