السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله صيام الجميع.
"كم من عذق رداح في الجنّة لأبي الدحداح"

الإسلام دين البرّ والإحسان والعطاء ولقد أثنى الله سبحانه وتعالى على عباده المحسنين قائلا:" مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
قال الحافظ ابن كثير:هذا مثل ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته،وأنّ الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،وهذا المثل أبلغ في النفوس من ذكر عدد السّبعمائة،فإنّ فيه إشارة إلى أنّ الأعمال الصالحة،ينمّيها الله عزّ وجل لأصحابها،كما ينمّى الزرع لمن بذره في الأرض الطيّبة".
ولما كان أمر الصدقة والإنفاق في سبيل الله عظيما، جعل القرآن التصدق على الفقراء والمساكين، كأنه قرضا لله عزّ وجل.قال الله تعالى:" من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ".روى ابن مسعود رضي الله عنه أنّه:قال:لما نزلت هذه الآية:" من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ"قال أبو الدحداح الأنصاري:يا رسول الله،وإن الله ليريد منّا القرض؟قال:"نعم يا أبا الدحداح"قال: أرني يدك يا رسول الله.قال:فناوله يده.قال:فإني قد أقرضت ربي حائطي،وله حائط فيه ستمائة نخلة،وأم الدحداح فيه وعيالها.قال:فجاء أبو الدحداح فناداها يا أم الدحداح.قالت:لبيك،قال:اخرجي فقد أقرضته ربي عزّ وجل،وفي رواية أنها قالت له:ربح بيعك يا أبا الدحداح،ونقلت منه متاعها وصبيانها وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كم من عذق رداح في الجنّة لأبي الدحداح"،وفي لفظ:"رب نخلة مدلاة عروقها در وياقوت لأبي الدحداح في الجنّة".