* الخيمة الرمضانيّة 02:من إعداد و تقديم العضوة: (جوهر.س.خ)..02 رمضان 1433 *
الموت حق

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الحكيم:" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ"سورة الرحمن:62-27.ويقول أيضا:" إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"سورة نوح :04. ويقول أيضا جلا وعلا:" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"سورة آل عمران:185.من يتأمل ويتدبر ويتفكر في كلام الله سبحانه وتعالى يدرك حقيقة لطالما تجاهلناها وتناسيناها وهي حقيقة الموت التي هي مصير ونهاية كلّ كائن حي .الموت الذي قدره الله على ما شاء من مخلوق مهما امتد أجله وطال عمره إلا وهو نازل به و خاضع لسلطانه.قال تعالى:" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"سورة العنكبوت :57.كلّ نفس ذائقة مرارة الموت ومتجرعة كأسه ولو جعل الله الخلود لأحد لكان ذلك لأنبيائه ورسله المطهرين ورسولنا الكريم ولقد نعاه إلى نفسه قائلا:" إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ"سورة الزمر:30. إن الله خلق الموت والحياة وأوجد الخلائق من العدم ليبلونّا ويختبرنا أينّا أحسن عملا.يقول تعالى: " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"سورة الملك:02.ويقول أيضا:" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ*فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ*فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ"سورة الذاريات الآيات:56-57-58-59.من خلال هذه الآيات الكريمات نفهم غاية وجودنا في الأرض هي عبادة الله وحده لا شريك له فمن أطاعه جزاه خير الجزاء ومن عصاه عذبه أشد العذاب .لقد أنزل الله إلينا كتابا يروي عطش الظمآن ويشفي صدر السقيم والعليل ولو اتخذناه دستورا في حياتنا لسعدنا في الدنيا والآخرة ولقد جاء القرآن ليجيبنا على كثير من التساؤلات وردا على الملحدين الذين أنكروا البعث والجزاء وما سيلقاه المؤمن والكافر من فتن وأهوال قبل الموت .فالإنسان مهما كانت مرتبته في هذه الدنيا فعليه أن يذوق مرارة الموت وسكراته ويبعث بعد ذلك فإما أن يكون من المقربين و أصحاب اليمين وإمّا أن يكون من الضالين المكذبين وهم أصحاب الشمال.
إذن الموت حق،وهذه الدنيا لم تكن يوما دار إقامة ولا بد يوما من الرحيل،إذن فرصة لا تعوض لمحاسبة النفس وإيتاء كل ذي حق حقه.
عن أبي هريرة _رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قال:"من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحللّه منها ،فإنّه ليس ثمّ دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته،فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه" رواه البخاري.
أخي ،أختاه:
"اللهم هون علينا سكرات الموت و نور علينا قبورنا"