منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - [خاطِرة] الحب و الإغماء..أريد أن أنام في الكهف لقرون..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-20, 13:02   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










B11

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سطايفية بكل فخر مشاهدة المشاركة
متميز بطبعك دائما
والله اشتقت لاسلوبك الذي يمزج بين الغرابة والتفرد والتميز دون نسيان الغموض الذي لا يفهمه جل القراء الا اذا تمعنو فالكلمات.
لكن اعدك اني لما انتهي ساعود لقراءة كل ما كتبت
شكرا جزيلا
الشكر لكم و لمتابعتكم.
أريد أن أنام في الكهف لقرون.
..........
و أما قصة أهل الكهف فليس فيها بحمد الله ما تحيله العقول، و الله سبحانه قد أرانا شاهدا لها في أنفسنا، و ذلك بما من به على العباد من النوم الذي قدره عليهم، و جعله رحمة لهم، لما يترتب عليه من إجمامهم من التعب، و استعادة قواهم بعد الكلال و المشقة و ضعف القوى و جعل ذلك من آياته الدالة على قدرته العظيمة، و كمال إحسانه و لطفه بعباده، و جعله دليلاً على الحياة بعد الموت، كما قال تعالى:
وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[94]
و قال سبحانه:
وَ مِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ ابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ[95]
و قال عز و جل:
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[96]
و قال تعالى:
وَ مِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[97]
و الآيات في هذا المعنى كثيرة، و قد أوضح فيها سبحانه أن النوم وفاة و نعمة و رحمة، و آية باهرة على قدرته العظيمة، فالذي قدر على ذلك و جعل ذلك نعمة عامة، و رحمة لجميع عباده، في ليلهم و نهارهم، عند الحاجة إليه، و جعله دليلاً على البعث و النشور و الحياة بعد الموت، هو الذي قدر على أهل الكهف النومة الطويلة، لحكم كثيرة، و أسرار عظيمة، و قد بين بعضها في كتابه العزيز حيث قال سبحانه في سورة الكهف: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا[98] إلى قوله سبحانه:
وَ إِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ مَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ يُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا[99]
فذكر سبحانه في هذه الآية أن من الحكمة في إيوائهم إلى الكهف أن ينشر لهم من رحمته و يهيئ لهم من أمرهم مرفقا، لما اعتزلوا قومهم و هجروهم لله، بسبب شركهم و كفرهم، ثم قال عز و جل بعد آيات:
وَ كَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ أَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا[100] الآية،
فأبان سبحانه في هذه الآية أن في قصة أهل الكهف و إعثار الناس عليهم، إقامة الحجة على صدق وعد الله بالبعث و النشور و قيام الساعة. و أن الذي يحيي النائم بعد نومه الطويل و وفاته بالنوم هو الذي يحيي العباد بعد موتهم و تفرق أوصالهم، و معلوم أن البعث و النشور قد أخبر به جميع الأنبياء و دل عليه كتاب الله في مواضع كثيرة، و أجمع عليه المسلمون و غيرهم، ممن آمن بالرسل الماضين، فالذي يقدر على إحياء الموتى و مجازاتهم بأعمالهم هو القادر سبحانه، على إنامة الأحياء ثم بعثهم من باب أولى، فكل واحدة من الوفاتين - وفاة النوم، و وفاة الموت - دليل على الأخرى، و قد بين الله سبحانه في سورة البقرة إحياء الموتى، في الدنيا قبل الآخرة في خمسة مواضع ليقيم الحجة على المنكرين للبعث و النشور، و يوضح لهم سبحانه أنه القادر على إحياء الموتى في الدنيا و الآخرة.
الموضع الأول: قوله سبحانه: وَ إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُون.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز.










رد مع اقتباس