منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عذرا دمشق ........عذرا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-18, 21:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










B9 عذرا دمشق ........عذرا

نعَسَتْ خُيوطُ النور في أعماقنا
وتبعثرتْ في ثغرنا الأشعارُ

ماذا أقولُ ونجمُ ليلي حَائرٌ
واستوحشتْ من ظلمَتي الأقمَارُ؟

ماذا أقولُ وكل فجرٍ في فمي
يشكُوهُ من بُعدِ اللقاء نهَارُ؟

جفَّتْ عُيونُ الياسَمينِ منَ الندى
في روضةٍ شُنِقتْ بها الأزهارُ

فالبوحُ غضبَةُ شاعرٍ مكبوتةٌ
في جوفِ كل قصيدةٍ إعصارُ

عذراً دمشقَ الحُبِّ، عذراً شَامَنَا
فالشعرُ في زمن الرصاصةِ عارُ

عَامانِ - يا أبتي- وعِرقُ نحورهم
سالتْ بمسكِ دمائها أنهارُ

عَامَانِ - يا أبتاهُ - زهرُ طفولةٍ
ما ملَّ من قطفٍ لها بشارُ!

عامَان - يا أبتاهُ - في ذبحٍ لهم
الموتُ رقَّ وما هفَا الجزَّارُ

"وا ضيعتاهُ" و لا مُجيبَ لصوتِهم
فالمُسلمونَ المُتقونَ عِثارُ

ما بينَ مُستبقٍ لقصرِ رئاسةٍ
و الوَاهمينَ بأنهمُ ثوارُ

كانوا حُمَاةَ الدينِ في زمنٍ مضى
و اليوم أرخى عزمَهم دولارُ

نامتْ جيوشُ الفاتحين فلا ترى
جنداً لهم ضدَّ الهوان تثارُ

هذي جنودُ بني المغول تحدَّرتْ
من جنسِ هولاكو أتوا فأغَارُوا

لم يسلمِ العِرضُ الشريفُ منَ الأذى
حتى تدنسَ طرفهُ التَّاتارُ

جرحُ الجسوم على النفوس مُكدِّرٌ
لكنَّ عرضَ شريفةٍ أكدارُ

أنَّى التبسمُ والجراحُ عميقةٌ
وأنينُ حزني أنهرٌ وبحارُ

لن تصرعَ السَّفاح غير شبيبةٍ
تهوى المنونَ كما هَوى عَمَّارُ

الروحُ فوقَ أكفِّهم، ونشيدُهم:
الموتُ ما نبغي وما نختارُ

جودي سحابَ الطهرِ غيمَ عذوبةٍ
فالروضُ رغمَ خريفهمْ أزهارُ

لتعودَ شامٌ بعدَ طولِ غيابِها
و يزولَ عن صفوِ الحياةِ غبارُ.









 


رد مع اقتباس