بارك الله فيكِ أختي ونفع الله بكِ ورحم الله الشيخ مقبل رحمة واسعة.
وهذا تفريغ المقطع الصوتي:
السؤال:
ما هو حكم الشرع فيما يُسمَّى بالتمثيل الإسلامي، وخاصة أنه اِنتشر في هذه الأزمـان المتأخرة عند كثير من الشباب وأشغلهم عمّا هو أهم وأنفع لهم، وهل له أصل في الدين؟ وهل كان الرسول -صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم- والسّلف من بعده يُزاولونـه في الدعوة إلى الله؟
الجواب:
حكم الشرع فيه أنه مُحرّم، وأقلّ أحوالـه أن يكون كذبًا، يزعم أنه أبو جهل أو أنه خالد بن الوليـد أو أنـه علي بن أبي طالب وهو ليس علي بن أبي طالب، وأقبح من هذا أنه رُبما يزعم أنه الشيْطان؛ كيف يُوسوس للنّاس، وكيف يضل النّاس، وماذا؟ والرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التشبه بالشيطان، قال النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ)، وهكذا التشبه بالكفار، نهى النبِّي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن التشبه بالكفار وقال: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ). نعم، فالأمر أن هذه كذبة أن يُقال أنها من وسائِل الدعوة، ما ثبتت عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين.
الواقع يا إخوة أن التمثيليات وأن المظاهرات، نعم، وهكذا كثير من الأشياء العصرية جاءتنا من قِبل أعداء الإسلام، ويُخشى أن يتناول الممثلين قول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ( أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا ، أَوْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ ، وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ ، وَمُمَثِّلٌ مِنْ الْمُمَثِّلِينَ) رواه الإمام أحمد بسند صحيح، فهل المراد بالممثل التمثيليات التي تحكي (..) غيره، أم المراد به التصوير؟ يُحتمل هذا وهذا، فإنه يُطلق على كلٍّ منهما ممثل.
وهناك كتاب للغماري، كتاب تحريم التمثيل، رسالـة مُستقلة ولكن يُغني عنه ما سمعتم، وهو أنه لم يكن في عصر النبِّي -صلى الله عليه وسلم- هذا التمثيل يا إخواننا ممكن أن يورد في صفة السؤال والجواب ولا نحتاج، ولكن كما قيل: "كل إناء بما فيه ينضح"، لما كان (..) من علم الكتاب السُنة اِلتمسوا لهم هذه التمثيليات والله المستعان.