غالباً ما يُثار الشك في العلاقة الرابطة بين شيعة الخليج و إيران و العراق.
تقوم حالة الريبة على تغليب النظرة الأمنية و استبعاد الزوايا الأخرى لهذه العلاقة.
مشكلة شيعة الخليج أنهم شاؤوا أم أبوا سيبقون دائماً ضحية الصراع السياسي الدائر بين الأنظمة الحاكمة في إيران و العراق و دول مجلس التعاون الخليجي.
بيد أن شيعة الخليج يرتبطون بالعراق و إيران لأسباب دينية و اجتماعية بعيدة عن السياسة و الأمن.
...............
في ثورة البحرين تم اتهام شيعة البحرين بالتنسيق مع طهران لزعزعة أمن البحرين.
في أحداث «العوامية» تم اتهام شيعة السعودية بالارتباط بأطراف خارجية و يُقصد بها إيران.
في أحداث القطيف الحالية يُتهم الشيعة أيضاً بالتهمة ذاتها.
و مع كل حدث يقع في أي بلد خليجي، و يكون شيعة الخليج طرفاً فيه، غالباً ما يتهم الشيعة، تلميحاً أو تصريحاً، من قبل الحكومات، أو من قبل أطياف سنية متشددة أو من قبل أطراف قريبة من الحكومات، بأن لهذا الحدث ارتباطات بأطراف خارجية، و تحديداً بإيران، أو بالعراق كما يزعم البعض اليوم رغبةً منهم في خلط الأوراق.
تقوم هذه التهمة على قاعدة تغليب النظرة الأمنية لشيعة الخليج، و من خلالها يُنظر إلى علاقتهم بإيران و العراق، و يستبعد أصحاب النظرة الأمنية الجوانب الدينية و الاجتماعية الطبيعيتين في استمرار العلاقات الاجتماعية و الدينية بين الشعوب.
النظرة الأمنية لا تُفرز إلا الريبة و الشك الدائمين. بينما ينتج عن العلاقات الاجتماعية و الدينية حالة من التواصل الدائم بين المجتمعات فتكون هناك مداومة على التواصل الهاتفي و الإعلامي و الفكري و الثقافي، بل و التعاطف و التداخل المتبادل بين المجتمعات.
أما أصحاب النظرة الأمنية فلا يُعدون هذا التواصل إلا تآمراً على الآخرين، سواءً مجتمعات أو دول. و تطغى النظرة الأمنية على أصحابها في أغلب الأوقات، و لكنها تبرز عند المنعطفات و الأحداث السياسية التي يكون شيعة الخليج طرفاً فيها.
مشكلة شيعة الخليج أنهم على الدوام ضحية العلاقات السياسة المتوترة بين إيران و دولهم.
لذا ينبغي على الطرفين، شيعة الخليج و دولهم، العمل على بناء جسور الثقة.
لا يمكن بناء جسور الثقة هذه بالرغبة من طرف واحد.
و من النماذج الناجحة في هذا المجال العلاقة بين شيعة دولة الكويت و حكومتهم.
لذا نجد أن الريبة و الشك منتفيان بين الشيعة و الحكومة في الكويت.
و تبدأ عملية بناء جسور الثقة عادةً من الجهة القوية، هنا طرفها الأول الحكومات، تجاه الأقل قوة، و هنا طرفها الثاني شيعة الخليج.
أما إذا استمرت حالة الريبة و الشك من قبل الحكومات تجاه الشيعة فلا شك أن نتيجة ذلك هو استمرار التوتر بين الطرفين و الخاسر الأكبر هو الوطن.
كاظم الشبيب