مادمت قد دخلت في الخصوصيات فسأرد عليك وبكل صراحة وامام الجميع وليس عن طريق الرسائل الخاصة....
أختي الكريمة اولا أنا فتاة من عائلة ميسورة الحال ككافة العائلات الجزائرية وانا واحدة من الناس الذين يعفسوا على الجمرة حافية ودائما وانا اكتب عليها لأنني أشعر بمدى المها ياعزيزتي أما عن المكتب والمكيف فأقسم لك بالله العلي العظيم والذي لا إله إلا هو انني لا أملك حتى مكتب كي أكتب فيه مواضيعي حتى يكون عندي مكيف (يافايقة) كما قلت أنت اما عن المقابل اي الراتب فأقسم لك بالله ثلاثا... انني احيانا تمضي أشهر عديدة دون ان اتسلم راتبا واحدا بالرغم من بساطته اما عن البنان فانا لا اشاهده إلا في المحلات التجارية بالعين أما أكله فأنا آكله مرة أو مرتين في السنة ... والله شاهد..... ياعزيزتي لا يهمني اكل البنان فهو ليس بالهواء الذي أستنشقه والحمد لله الذي منحني نعمة القناعة....
فلا تتهميني بأشياء لا اساس لها من الصحة... فانت لا تدرين معاناتي حتى تحكمي علي وبالرغم من انني اعمل في الصحافة لسنوات غير أنني لحد الآن لم اجد مجرد مكتب فيه كرسي وطاولة مهترئة ولا أقول مكيف كي اكتب مواضيعي و أتكلم عن الناس الزواولة والفقراء... والذنب ذنب السلطات المحلية عندنا التي لم تسلم لنا دار الصحافة فبقينا نتجول في الطرق والشوارع وكتابة مواضيعنا في مرافق مختلفة كالمكتبات او داخل المنزل ورغم هذا بقيت متحدية الوضع من أجل ايصال كلمة المواطن العادي البسيط.... وفي الأخير تأتيني أنت وتتهمينني في شيء أنا بريئة منه .... لم أاكل منذ مدة البنان عزيزتي لأن المبلغ البسيط الذي أجنيه من أحد الشركات الخاصة التي وظفتني عندها ( من باب تحسين ظروفي بحكم أن مديرها كان زميلا لي في الصحافة قبل أن ينشىء الشركة) قلت أن المبلغ البسيط الذي أجنيه من هذه الشركة يذهب نصفه في المواصلات أما النصف الثاني فهو مصروف الدار لمساعدة والدي الذي أعيته غلاء المعيشة التي ارهقتنا اختاه ...فلا تقولي أنني موظفة وبراتبي ولا ادرك معاناة من يلتقطون من المزابل.... فانا يا اختي من الطبقة الكادحة والتي لا زالت تكدح لغاية هذه اللحظة التي أكتب لك فيها ..... وأتمنى ان تظيفي إلى معلوماتك أن الصحفيين بالجزائر أو غالبيتهم على الأقل يعتبرون من الطبقة الكادحة .... سامحك الله