منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشيخ ابراهيم الرحيلي ..وتفنيد شُبَه غلاة التجريح والتبديع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-07, 07:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لطالما حَذَّرْنَا مِنْ هذه الفِتْنة! وتَهاجُر المسلمين بل تَهاجُر أهلِ السُنَّة وقُلنا هذا أَمْرٌ خطير! فهذا شيخُ الإسلام المُنْصِف الذي أَنْصَفَ الخُصومَ، والذي عُرِفَ بالعلم والإنصاف يقول أن هذا الفِعْل الذي يَفْعَلُهُ بَعْضُ النّاس ويَمْتَثِلُه بعضُ الناس.. يقولُ: مِنْ فِعْل القَساوِسةِ والرُّهْبان و(الحَزَّابين) مع اليهود وأئمةِ الضَّلاَل! فَهَلْ نَنْتَهِي ونَنْزَجِر ونُصَدِّق أَنَّ هذه فِتْنَة؟! وإلا نُلْحِق شَيْخَ الإسلام بقائمة المميعين؟!! ... هذا كلامُ شيخِ الإسلام.

هذه الفِتْنة - واللهِ - حَذَّرْنا مِنْها مِنْ أَكْثَر مِنْ عِشْرين سنة - ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ هَجْرِ أَهْلِ السُنَّة لأَهْلِ البِدَع! ينبغي أنْ يُفْهَمَ الكلامُ، وإِنَّما نَتَكَلَّم عنْ تَهاجُرِ أهلِ السُنَّة فِيما بَيْنَهم، وعَنْ مَنْ يَدْعُو الليلَ والنَّهار إلى تَهاجُرِ أهلِ السُنَّة!- قُلْنا هذا هَوى، وهذه بِدْعة، وهذا ضَلال! ولَمْ نُبَدِّع عليه! ولَمْ نَهْجُر عليه! ولَمْ نَعْقِد البراء عليه! وإِنَّما حَذَّرْنَا تَحْذِيرا عظيما، ولَمْ نَقُل فِيه ما قال شيخُ الإسلام! فقيل: هذا تَمْييع وتَضْييعٌ، وتضييع للسُنَّة وتضييع للهَجْر!!

والهَجْرُ مازلنا نقول أنه مَنْهجٌ شَرْعِي، يُنزل على منازلِه، ويُهْجَر المخالفُ بحسب الضَّوابطِ الشرْعِية، لكن هجر أهل السنةِ، وتهاجُر أهل السنة، والفِتنة التي كُلُّكُم يعلمُ كم وَصَلَ بأهل السنة من فتنة وتهاجر وتقاطع، ويَدْعو إليها مَنْ يَدْعو إليها إلى الآن، ويُوصَف بأنَّه إمامٌ في السُنَّة ويُوصَفُ مَنْ خالَفَهُ بأنه مُعادٍ للسُنَّة! ما بَقِي بَعْدَ ذلك إلا التَّجَرُّد لِدِين اللهِ - عز وجل -، إمَّا أنْ يُنْصَرَ الدِّين أو أن يُنْصر الناسُ! هذه - والله - نصيحة - والله لا نريد منها إلا ما عند الله عز وجل، لا نريد ثناءا ولا نريد موالاة عليها - ولكنْ نَقول لِكُل إنْسان أنْ يُراقِبِ الله في نفسه، وأن يَدْعو إلى السُنة، وأن يَرْفَع هذه الفتنة عن أهل السنة بحسب ما استطاع، يدعو إلى السنة، ويدعو طلاب العلم من أهل السنة والجماعة إلى أن يتناصحوا فيما بينهم، ويُحَذِّرهم مِن الهجرِ والقطيعة التي يُدْعى إليها بغير مُبَرِّر شرعي! وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يَصِفُ هذه الفتنة بأنها مِنْ فعل القساوسة! والله لو قُلْنا هذا لرُبَّما كُفِّرنا!! ولكن هذا شيخ الإسلام يَصِفُ لك هذا المنهج وهذا الطريق المنحرِف وهذا الفعل الآن الذي يُسْلَكُ مع أهل السنة، بأنه مِنْ فعل القساوسة ومن فعل (الحزابين) من اليهود -ويبدو أنهم طائفة كان يعقدون الولاء والبراء على الباطل، ويُحَزِّبون الناس- ومِنْ فِعْل دعاة الضلال، وليس من منهج السلف، بل منهج السلف بريء من ذلك! لأنَّ منهجَ السلف يقومُ -كما ذَكرتُ ذلك- على الولاء لله -عز وجل- وفي دين الله، وعلى الحُبِّ في الله والبغض في الله، لا يَنْظُر الرجل لمن وافقه وخالفه، ولهذا -والله- كم ونحن مازلنا نَتَحَفَّظُ على كثير مِنَ الكلام! ولكنْ إذا وصلت الفتنةُ إلى حَدِّها، سَنَذْكُرُ كثيرا وكثيرا مما نُدارِي أنْ لا نَذْكُرَهُ الآن!!

كَم سُومِتُ، واتُّصِل بي في التحذير من هذه الفتنة، وقيل لي: (إن فلانا وفلانا) يثني عليك! و(فلان وفلان) يُوَجِّه الطلاب إلى دراسةِ كُتُبِك! و(فلان وفلان) يقول فيك (كذا وكذا) من الغُلو الذي -والله- لا أعتقدُه في نفسي، يريدون منه ماذا؟! يريدون الثناء عن الصد عن هذا المنهج المنحرف!! فلَمَّا لم نَقبلْ هذه الطريقة، جاؤوا بطريقة الترهيب! وأننا سنُنَفر الطلاب وسنُحَذِّر الطلاب من الدروس، وسنفعل ونفعل! وهذا كما تسمعونه وترونه في كل يوم! ووالله لو انصرفتم -كُلُّكُم- وما بقي واحد في الدرس، فلست متعبدا بأن أُدَرِّس، وإنما أنا مُتعبد بالنُّصح للمسلمين، إنْ قَبِلُوا هذا قَبِلُوه، وإن تَرَكُوه فلأنفسِهِم.

وهذا الذي ينبغي أن يكونَ عليه طُلابُ العلم، ليست العِبرةُ بكثرة الأتباع، واللهِ لو لَمْ يحضر إلا اثنان أو ثلاثة، فالخيرُ فيهم إنْ صَدَقوا مع الله -عز وجل-، وأمّا الناسُ فلا نبالي بهم.

كان المسجد يمتلئ على دروس السُنة -من هذا الدرس ومن غيره-، فأصبح الآن لا يحضر إلا القليل، هذه الدروس: ترون أنها دعوة للبدع؟! دعوة للجهمية والمعتزلة والرافضة؟!، دعوة للشِّرك؟! أم دعوة للسُنَّة؟
يُحَذَّرُ منها الليل والنهار! لماذا؟! لأهواء وأغراض خاصة.

نحن نَقول هذا، ليس هذا مِنْ باب التشَكِّي، ولكن من باب وصفِ الواقع الذي أفضت إليه الأُمَّة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة، والحذر مِن أن يُلْصَق بمنهج السلف هذه الأخطاء الشنيعة وهذا الانحراف الخطير، ويقال: الخلاف بين أهل السنة والجماعة! لا -والله-، هذا الخلافُ مِنَ الخلاف الذي هو من جنس خلاف القساوسة والرهبان للمسلمين، وإن قام ببعض المسلمين! وينبغي أن يُفْهمَ الكلام .

أنا لا أُكَفِّر، ولا أَنْسِب لهؤلاء، لكن نقول: هذا الفعلُ ليس هو من جِنْسِ فِعْلِ السلف، وإنَّما هو مِنْ فِعل القساوسة والرهبان -كما يصفه شيخ الاسلام ابن تيمية وهو المُنْصِفُ المُتَجَرِّد للحق-.
نسأل الله التوفيق للجميع...
هذا والله أعلم..
وصلى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من الشريط الثالث لشرح آداب المعلم والمتعلم للشيخ إبراهيم الرحيلي -حفظه الله-.
منـــــــــــقول