اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يوشع
مفهوم الأمة مفهوم واسع ومتشابك ومعقد بالنسبة للعرب عموماً وللسوريين خصوصاً
فالإنسان السوري يحمل مخزوناً تراثياً وثقافياً وفكرياً وحضارياً كبيراً غذته التطورات العالمية كما غذته المجتمعات المتعددة المحيطة بسورية كون سورية تقع في قلب العالم
فالقومية السورية إحدى هذه المكونات والتي يعود تاريخها إلى أيام الفينيقيين والكنعانيين والبابليين والآشوريين والآراميين وكون سورية هي مهد المسيحية
في العالم وحتى ظهور الدين الإسلامي الحنيف كانت سورية ذاخرة بالحضارة مما حمل الإنسان السوري بعداً تراثياً مميزاً
ثم أتت الحضارة الإسلامية وكان لسورية دور كبير فيها فهي احتضنت الخلافة الأموية ومن هنا حمل الإنسان السوري بعداً إسلامياً مميزاً
ثم أتى نهوض القوميات وكانت سورية كعادتها مركز للأحداث ومعقلاً للقوميين العرب
إن الإنسان السوري رهن بهذه التبعيات القومية الثلاثة مضفياً رونقاً جميلاً وبعداً حضارياً لكل انتماء من هذه الانتماءات ومهما مال تفكيره لصالح قومية على حساب الأخرى يبقى التميز موجوداً
فالفكر المتعصب الحاد بأي اتجاه كان والذي لا يراعي الخصوصية السورية المميزة هو فكر مرفوض لدى معظم السوريين وهو حالة غريبة عن المجتمع السوري
|
أهلا بك أخي أبو يوشع من جديد
أرى أنك أبحرت كثيرا الى الوراء لكن لا بأس لا ضير في أن نعاود تذكر سوريا و الأمم التي تلاحقت عليها قبل و بعد الاسلام و لن نشكك في أنها كانت مزيجا جميلا متكاملا و "متحداً" من التوجهات السياسية و الدينية في تعايش " مرن" لم يظهر لنا ذلك التفكك و الانشقاق رغم تنوعه و تعاقب الامم على سوريا و هذا مما يجعل الفرد السوري مشبع بفكر تراثي عريق ..
لكن حين نصل الى مفهوم الامة بالنسبة لي هو قد حصرته في الدين لأن بالدين تقام الامم و تهزم أخرى و لأن بالدين تثور حروبا و تهدأ أخرى .. و أعتقد أن آخر ما جاء على سوريا من القومية العربية التي تنامت فيها و ازدهرت لتكون قبلة منفتحة أمام الأوطان العربية على فكرة القومية العربية و لم تكن قائمة على اساس ديني بل و أعتقد انها ظهرت لتستبدل بالدين الاسلام معتمدت في ذلك على الوحدة في كل ما يخص بالتاريخ و الهوية ربما كانت جامعة لاهم عناصر البشرية مع ذلك أرى أن الاسلام كان أشمل من ذلك لانه لا يفرق بين الهوية و التاريخ و لا حتى اللغة ..
رغم اني لم أستصغ جيدا اي قومية تقصد لكن مع ذلك أراك تركز عن التاريخ المتنوع لسوريا و تصف المراحل المتعاقبة عليها الى ان وصلت الى فكرة القومية و التي تقصد بها " القومية العربية ..."
و لا شك كما قولت في الاخير ان الفرد السوري قد حصر نفسه في فكرة القومية العربية مما جعله محافظا على عدم انشقاق المجتمع السوري المتنوع الاطياف ..
اما فكرة التعصب فلا أراها تجد مكانها وسط مجتمع عاش طويلا في ذلك المزيج و "متقبلا " لأي تغييرات قد تطرا عليه لذلك لا ارى انه سيشكو من فكرة التعصب أصلا ...
أرجو أن تكون فكرتي قد وضحت ... انتظر عودتك
تقديري
آخر تعديل روح القلم 2012-07-05 في 18:08.
|