الوسيلة الخامسة والعشرون:
وهي تقريبا أربعة وسائل أيضاً فنحن نسمع كثير ممن يقرءون القرآن في المساجد من العامة بل ومن الموظفين وغيرهم وهم كحافظ ليل في القراءة وقد يسمعه من بجواره يخطأ و يلحن ومع ذلك يخجل من تقويمه والرد عليه , فيظل كثير من الناس على حالهم مع كتاب الله في لحنهم و أخطائهم , فأقول لماذا لا تقوم جماعات المساجد وأئمة المساجد بإحياء حلقات للكبار لتحسين التلاوة لا نقول للحفظ وإنما لتحسين التلاوة , ويكون ذلك أيضا بعد صلاة الفجر أو الظهر أو العصر أو غيرها من الأوقات المناسبة التي يتفقون عليها , وإعلان ذلك لجماعة المسجد وحثهم على المشاركة خلال شهر رمضان , وستكون هذه بداية خير كثير إن شاء الله ممن يشارك في مثل هذه الحلقات , فهل نرى ونسمع هذه الإعلانات من أئمة المساجد لتطبيق هذه الفكرة فلا شك أن هذه خيراً كثيراً لو وجدنا مثل هذه الأمور منتشرة في مساجد أحياءنا .
الوسيلة السادسة والعشرون:
أيضا السادسة والعشرون نحن نرى أيضاً كثيراً من الآباء يجلسون بعد صلاة العصر لتلاوة القرآن وهذا لا شك أمراً محموداً نسأل الله جل وعلا ألا يحرمهم الأجر , ولكن لو سألته أو قلت له أين أولادك الآن؟ ماذا تفعل بناتك الآن في البيت؟ ربما لا يعلم وربما أنهم نيام وربما أنهم أمام التلفاز وربما في الشارع أو في غيرها . فنقول لم لا يتوجه الأب بعد صلاة العصر مباشرة إلي بيته فيعقد حلقة لتلاوة القرآن مع أولاده وبناته ويرصد للاستمرار فيها أي الاستمرار في هذه الحلقات الخاصة مع أولاده و بناته يرصد لأولاده و من يرى منه حرصا عليها و الاستمرار فيها جوائز و هدايا تشجيعا لهم و بهذا العمل تحصل مكاسب عظيمة من هذه المكاسب:
أولا : حفظ الأولاد من البرامج المسمومة الموجهة لهم وقتل أعظم أيامهم وأفضلها .
ثانيا : مشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن تربيتهن والمحافظة على أوقاتهن .
ثالثا : إحياء البيت بذكر الله و ملأه بالجو الإيماني الروحاني بدل إماتته وملأه بالأغاني وبرامج التلفاز ومسلسلاته .
رابعا : الارتباط الأسري الوثيق بين الأب وأولاده وبناته أيضاً .
خامسا : محاولة ختم القرآن لأهل البيت جميعاً واستغلال رمضان من جميع أهل البيت وغيره .
الوسيلة السابعة والعشرون:
نحن يمر علينا رمضان تلو رمضان وربما ختمنا القرآن كثيراًً بقراءة و ربما كان هم أحدنا متى يصل لنهاية السورة و متى يصل لنهاية القرآن . فأقول لماذا لا أضع خطة خلال هذا الشهر ؟ أن أقرأ القرآن بتدبر ونظر , والوقوف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير , وتقييد الخواطر والفوائد منها فنتمنى أن نرى شبابنا في المساجد يقرءون القرآن وبجوارهم كتب التفاسير ينظر لهذا تارة ولهذا تارة .
ونغفل أيضا عن الأحاديث الرمضانية والنظر فيها وفى شروحها وتقييد الشوارد والفوائد منها فإنه يُفتح على الإنسان في الشهر ومناسبة الزمان ما لا يُفتح عليه في غيره .
الوسيلة الثامنة والعشرون:
الوسيلة الثامنة والعشرون وهي مقدمة للتجمعات والشلل الشبابية سواء على الأرصفة أو في الاستراحات أو في الخيام أو في غيرها , والتي تقضي ساعات الليل في لعب الورق تارة و في لعب الكرة تارة أخرى و في الاسترخاء و مشاهدة التلفاز تارة و في الأحاديث و الثرثرة تارة و هكذا تقتل ليالي رمضان بدون أي استشعار لعظمة هذه الأيام و فضلها .
فأقول لهؤلاء الشباب : لماذا لا يُفكر هؤلاء الشباب و لو في ليالي رمضان من إدخال بعض البرامج النافعة ؟؟ نتمنى أن نغير البرنامج كامل و لكن لن يستجاب لنا بهذا الطلب فأقول لماذا إذاً لا يُفكَّر بإدخال بعض البرامج النافعة , مثلاً لماذا لا يكون من البرنامج الليلي الذي سمعتوه قبل قليل ما بين لعب كرة و لعب الورق و ثرثرة و مشاهدة التلفاز أو غيره لماذا لا يكون على الأقل ولو لمدة نصف ساعة قراءة القرآن و ضع من ضمن البرنامج قراءة القرآن لمدة نصف ساعة , أو أننا نقول كما يقول بعض الشباب أن قراءة القرآن لا يصح إلا للمطاوعة (المتدينين) يعني اذكر عندما طرحت هذه الفكرة على طلابي في الكلية و قلت لماذا لا يتجرأ أحدكم على زملاؤه و يقول لنحرص يا شباب على أن نجلس نصف ساعة من كتاب الله وأن نقرأ .
القرآن ليس حكراً على الصالحين , لا القرآن دستورنا وكتاب الله سبحانه و تعالى وهو لنا جميعاً , وإن عصينا وأذنبنا ووقعنا في كبائر الذنوب فإن من يقع في ذلك لم يقرأ القرآن وينظر فيه , فإذا كنا نريد أن نبرمج برنامجنا أو نضع فيه ولو شيئا قليلاًً من الفائدة فلماذا لا نقترح على هؤلاء الشباب أو يقترح بعضهم بعض على بعض أن يكون من البرنامج ولو لنصف ساعة قراءة القرآن أو استماع شريط أو غيرها من البرامج الجادة النافعة . فإننا كما ذكرنا حب القرآن وقراءته والإقبال عليه ليس حكراً على الصالحين فقط فهل نرى ذلك إن شاء الله بين شبابنا قريباً .
توجيهات و وسائل للجادين فقط :-
الوسيلة التاسعة والعشرون:
من التوجيهات أيضاً و من الوسائل و هي الآن توجيهات و وسائل للجادين فقط من هذه التوجيهات لهؤلاء الجادين نسأل الله سبحانه و تعالى أن ينفعنا وإياهم نقول لو نظرنا لأنفسنا و حرصنا على الصلاة و التبكير إليها لوجدت التقصير الواضح بل أقول المخجل والله خاصة منا نحن ممن يدعي الجدية و الالتزام.
فلم لا يكون رمضان فرصة عظيمة للمحاولة في تصحيح هذا الخطأ ؟؟
و ذلك بمعاهدة النفس ألا تفوت لتكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر ثم حاول أن تحسب إن فاتتك كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر رمضان و لعلك أن تنجح إن شاء الله في تصحيح هذا الخطأ .
ثم أيضاً لماذا لا نحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان؟
و ذلك بالحرص على النوافل و الطاعات و إحياء السنن فلا تفوت عليك السنن الرواتب خلال هذه الثلاثين يوم أبداً احرص ألا تفوت عليك سنة من السنن الرواتب خلال هذا الشهر كاملا ً . ولا تغفل عن لسانك وحبسه من الغيبة و النجوى و غيرها , و أيضاً لا تغفل عن صلاة الليل و قيامه و لا قراءة جزء واحد من القرآن على الأقل أو الحرص على الصدقة و صلة الرحم و قضاء حاجات الناس خاصة الفقراء و المساكين و زيارة المرضى و المقابر و الاستغفار و الدعاء في كل لحظة بل أقول في كل ساعة فإن هذه غنيمة باردة . و هذا الشهر فرص و مواسم تذهب ولا ترجع و باختصار أقول لك يا أخي الحبيب احرص على كل عمل صالح وإن كنت تفعل ذلك في غير رمضان فإنه يتأكد في شهر رمضان لمضاعفة الحسنات و لمناسبة الزمان وفقنا الله وإياك للعمل الصالح .
الوسيلة الثلاثون:
الوسيلة الثلاثون أيضاً هي للجادين فقط فأقول :
لماذا لا يستغل تصفيد الشياطين و فتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران و انكسار النفوس و رقة القلوب في هذا الشهر ؟؟
لماذا لا يستغل من الجادين فقط في توجيه طلابنا و زملاؤنا في الفصول و القاعات الدراسية و ذلك من خلال بعد صلاة الظهر مثلاً أو في أماكن العمل و الدراسة ؟؟
فأين الكلمة الصادقة الناصحة في نهار رمضان من المدرس لطلابه أو من الطالب أو الموظف لزملائه أين الجلسات الانفرادية للزملاء الغافلين و التحدث معهم و نصحهم لاستغلال شهر رمضان وهذه الأيام وإهدائهم الشريط أو الكتاب أو غير ذلك من الهدايا النافعة ؟؟
فإن النفوس كما ذكرنا مهيأة ورغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له .
الوسيلة الحادية والثلاثون:
الوسيلة الحادي والثلاثون وهي أيضاً مازلنا للجادين فقط الصدقة في رمضان لها مذاق خاص عند المسلمين وهي من دواعي القبول للأعمال و العبادات و أنت يا أخي الحبيب بحاجة ماسة شديدة لنفعها وأجرها و ظلها يوم القيامة فلم لا تجعل لك مقدار من الصدقة تعاهد نفسك على إخراجها كل ليلة مقدار من الصدقة تعاهد نفسك على أن تخرجها كل ليلة و تداوم عليها ثم أيضاً تنوعها فتارة مالاً , و تارة أخرى طعاماً , و ليلة ثالثة لباساً , و ليلة رابعة فاكهة أو حلوى و تتحسس بيوت المساكين و الفقراء بنفسك لتوصلها إليهم و أنصحك أيضاً بأن لا يعلم عن هذا العمل أحد غيرك فإنك بحاجة إلى عمل السر بينك و بين الله فكم من الأجر العظيم سينالك بهذا الفعل و قد ورد مثل هذا عن عدد كبير و كثير من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم في تحسس بيوت الفقراء و المساكين و هذا العمل السري بينهم و بين الله جل و علا فهل تفعل ذلك و تحرص على هذه العبادة العظيمة في السر بينك و بين الله .
الوسيلة الثانية والثلاثون:
الوسيلة الثانية والثلاثون السحر من أجمل الأوقات وفيه نزول المولى جل وعلا وفي رمضان لا شك نستيقظ في السحر للسحور فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة الليل تناجي فيهما ربك !! . فكثير من الناس عن هذا غافلون أو متهاونون و بعض الناس يتصور إنه إذا صلى التراويح مع الناس وأوتر في أول الليل انتهت صلاة الليل و اكتفى بذلك , وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية. الله الله باستغلال السحر مادمت فيه يقظان فإن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله سبحانه و تعالى في آل عمران: ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِِ )[3] , ثم أيضاً ذكر سبحانه و تعالى في الذاريات أن من صفات المتقين أصحاب الجنات و العيون قال : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَِ )[4] هذه من صفات المتقين .
ثم هل تستغل هذه الأوقات بكثرة الاستغفار ؟؟
فان قلت نعم فأقول إذا عليك بسيد الاستغفار وعليك أيضاً بكثرة التكرار للمائة والسبعين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل ليلة وفي كل وقت من أوقات السحر خلال هذا الشهر المبارك , وأخيراً لا تنسى أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله هو رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .
فاحرص يا أخي الحبيب على هذا الوقت الثمين واحرصي يا أختي المسلمة على هذا الوقت العظيم ألا يفوت علينا هكذا خاصة وأننا في شهر رمضان خاصة وأننا مِن مَن قام للسحور فجميعنا يقظان في هذه اللحظات فلنستغل هذه الدقائق في مثل هذه العبادة .
وسائل و توجيهات و أفكار موجهة للمرأة في رمضان :-
الوسيلة الثالثة والثلاثون:
وهي وسائل و توجيهات و أفكار موجهة للمرأة في رمضان , المرأة في رمضان تصرف الكثير من وقتها في هذا الشهر المبارك في مطبخها خاصة في الساعات المباركة فخذ ساعات الغروب مثلاً في أوقات الاستجابة, وخذ ساعات السحر في وقت السحور , وأنا قلت ولله الحمد تصرف ولم أقل تـُضيع كما يتهمها الكثير بمثل هذا , لكن و حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً عليها أن تنتبه لهذه الأمور على المرأة أن تنتبه لهذه الأمور وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا على مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها .
من هذه الأمور استحضار النية والإخلاص في إعداد الإفطار والسحور والتعب في إعدادها والإرهاق , فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلاً في يوم حار وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء , ومنا من يتق الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية فقام المفطرون وهذا هو الشاهد فقام المفطرون و ضربوا الأبنية و سقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : " ذهب المفطرون اليوم بالأجر "[5] حديث رواه البخاري و مسلم , إذاً فيا أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبدا , بل هل تصدقين إن قلت لكِ أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال ؟؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم فما بالك وأنت صائمة ثم أنت أيضا تعدين هذا الطعام و تقضين كثيراً من وقتك في إعداده فلا شك إنكِ المهم عند استحضار النية في هذا العمل و لن يضيع إن شاء الله عليك لحظة من اللحظات في استحضار هذه النية .
ثم أمر آخر يمكنها استغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة وهي كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وهي تعمل لا بأس أن تستغفر مائة مرة في اليوم لا بأس أن تذكر وتهلل وتسبح بدل أن يضيع عليها وقتها أو كثير من أوقاتها في رمضان بدون فائدة .
أيضا أمر ثالث هو الاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال و الإخوان على الحرص على توفير جهاز التسجيل خاصة بالمطبخ ... لماذا؟ لأني كما ذكرت المرأة تقضى كثير من وقتها في مطبخها فلعلها أن تستغل وقتها لمثل هذه الأمور تارة باستماع شريط وتارة بالتسبيح والاستغفار والتهليل والتكبير وأيضاً بالاحتساب واستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها لأهلها وأولادها وزوجها .
الوسيلة الرابعة والثلاثون:
الرابعة والثلاثون من الوسائل والأفكار شراء وتفصيل ملابس وحاجيات العيد من الآن وفي ذلك مكاسب.
من هذه المكاسب استغلال أيام وليالي رمضان وخاصة العشر الأواخر .
ما الذي يحدث ؟؟
يضيع وقت كبير من النساء بل وأقول من أولياء النساء أذهب للخياط أذهب للمعارض أدخل السوق إلى آخره , ثم أيضاً الاختيار الحسن وقلة التكاليف الآن الحمد لله الأسواق شبه فارغة فلماذا إلا في أوقات الازدحام وغلاء البضاعة , أيضاً أمر آخر هو تفريغ الزوج وعدم انشغاله في أفضل أيام وأفضلها العشر الأواخر , وأيضاً لماذا أفتن ولدي أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة , خاصة وأننا نعلم أنه كما أن الحسنات تضاعف في رمضان أيضاً السيئات تضاعف في شهر رمضان .
فلعلنا من خلال هذه الأسباب نقترح و نقول لماذا لا يُبَكَّر بشراء و تفصيل الملابس و حاجيات العيد من الآن .