حقائق و مؤشرات كثيرة تثبت و بالدليل القاطع أن تنظيم القاعدة اصبح احد اهم اركان الصراع في سوريا التي باتت اليوم ساحة قتال تشارك فيها العديد من الفصائل المسلحة و بشتى المسميات فقد تمكن هذا التنظيم من الحصول على موطئ قدم مهم في هذه البلاد بسبب استمرار موجة الاضطرابات المسلحة المدعومة من قبل اطراف دولية و عربية سعت و تسعى الى توفير كافة سبل الدعم بقصد خلق حرب اهلية و بدوافع طائفية، و مع تزايد الادلة على وجود قوى إسلامية متشددة بين صفوف المعارضة السورية يزداد قلق المسؤولين الأوروبيين من احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي الجماعات المتمردة التي قد تمثل خطورة على المصالح الغربية بما في ذلك تنظيم القاعدة.
و لعل المخاوف من أن تصل أسلحة متطورة الى جهة غير موثوقة من مقاتلي المعارضة السورية أحد الأسباب في حذر واشنطن من تعميق التدخل الامريكي في القتال.
و قال مسؤول أمريكي "هذا منطقي لأنه اذا كانت هناك اي دولة بالشرق الاوسط تبحث في تقديم اسلحة للمعارضة السورية فإنها ستتبنى نهجا مدروسا و تفكر مرتين قبل تقديم أسلحة يمكن أن تؤدي الى عواقب غير مقصودة."
............
يلعب المسلمون الأجانب دورا في القتال الدائر ضد الجيش السوري و لو أنّه دور صغير حتى الآن. لكن القلق الأكبر هو من اتخاذ الثورة طابعا دينيا مع بدء الإسلاميين الذين يتبنون خيار العنف بالدعوة إلى الجهاد في سوريا.
يكمن أحد الأسباب في أنّ اختراق الـ"جهاديين" في سوريا يعود إلى غض النظام الطرف عنهم سابقا عندما كان المقاتلون الأجانب يمرون من البلاد للانضمام إلى القاعدة في العراق بين عامي 2004 و2007.
و على الرغم من ذلك فإنّ هذه الشبكات باتت أقل نشاطا بين عامي 2009 و2010.
لذا فإنّ العناصر الـ"جهادية" اليوم الموجودة في سوريا أو التي تدخل إليها لم تبدأ من الصفر بل إنّ لديها اتصالاتها لجلب المزيد من المقاتلين من العراق و المغرب العربي و أوروبا.
و لا توجد معلومات مضمونة بالكامل لعدد المقاتلين الأجانب في سوريا، لكنّ عدة مصادر تحدثت عن وجودهم.
.........