تسعى روسيا اليوم الى تعزيز هيبتها في الاوساط الدولية باعتبارها احدى اهم الاقطاب المؤثرة في اتخاذ القرار لعديد من القضايا المهمة و يرى بعض المحللين ان التحركات الروسية الاخيرة فيما يخص بعض قضايا الشرق الاوسط يمكن ان يعد بداية لما يمكن ان يسمى بحرب المصالح و بسط النفوذ و السيطرة ، و يرون ايضا ان القرار الروسي بدأ اكثر حزماً في الفترة الاخيرة فيما يخص بعض الصراعات في المنطقة و الذي اعتبر بمثابة تحدي مهم تجاه الخصوم الاخرين، لكنهم اكدوا ايضا ان تلك المواقف ربما ستسهم بإزعاج بعض القيادات و الدول المهمة.
.............
و أعلنت روسيا أنها لن تقبل تدخلا خارجيا في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا عندما شن حلف شمال الأطلسي ضربات جوية ساعدت مقاتلي المعارضة هناك على الإطاحة بالقذافي و سمحت روسيا بذلك حين امتنعت عن التصويت على قرار بمجلس الأمن الدولي شبهه بوتين بدعوات "الحروب الصليبية في العصور الوسطى."
...............
و ساعد الأسد روسيا على الاحتفاظ بموطئ قدم في الشرق الأوسط عندما اشترى أسلحة بمليارات الدولارات و استضاف منشأة لصيانة البحرية الروسية و هي القاعدة الروسية الوحيدة في المياه الدافئة خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق.
لكن موقف روسيا من القضية السورية -حيث تقول موسكو إنها لا تؤيد الأسد و إن الشعب السوري وحده هو الذي يجب ان يقرر مصيره- ينبع أيضا من معارضة بوتين للمساعي الغربية لتشجيع التغيير السياسي من الخارج.
و قال ميرسكي "غرض بوتين بسيط..ان يظهر للغرب و جمهور في الداخل أن روسيا لم يتم إخراجها من الصورة لكن ما زالت تقوم بدور قوي في الشرق الأوسط و إنه لا يمكن حل أي مشكلة خطيرة بدون روسيا."
غير انه بالنسبة لسوريا ربما يجد بوتين من الصعب إقناع الدول العربية بأن روسيا جزء من الحل و ليس من المشكلة.
ففي فبراير شباط استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار مدعوم من الغرب في مجلس الأمن كان يؤيد دعوة جامعة الدول العربية إلى أن يتنازل الأسد عن السلطة و يدينه لارتكاب عنف تقول الأمم المتحدة إن قواته قتلت خلاله أكثر من عشرة آلاف شخص.
و منذ ذلك الحين أيدت روسيا خطة سلام كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة و الجامعة العربية و تقول أنه ليس هناك بديل لها على أمل تجنب التدخل العسكري كما قاومت دعوات لفرض عقوبات.
و مضى المحلل ميرسكي يقول "يحتاج - بوتين - إلى أن يكون له ظهور في الشرق الأوسط. إذا أحجم عن الزياة فسوف يعني هذا تخلي روسيا عن الشرق الأوسط و إنها تم دفعها خارجه."
...........
السبت 30/حزيران/2012