العنف بين المسلمين والبوذيين.
فقد ساد التوتر شمال غرب ميانمار بعد ان اجتاحت اعمال العنف الطائفية أكبر مدنها بعد أن أحرقت حشود من المسلمين و البوذيين المتناحرين المنازل و أطلقت الشرطة النار في الهواء و فر مسلمون بالقوارب الى بنجلادش المجاورة، و أعلنت السلطات ان ثمانية اشخاص على الاقل قتلوا و اصيب كثيرون في اعنف اضطرابات طائفية تشهدها ميانمار منذ ان حلت حكومة إصلاحية محل حكومة عسكرية في العام الماضي و تعهدت بتحقيق الوحدة في واحدة من اكثر دول اسيا تنوعا من الناحية العرقية، و اندلعت الاشتباكات في بلدة مونجداو بولاية راخين ثم امتدت الى العاصمة سيتوي و القرى المجاورة.
و قالت الامم المتحدة انها بدأت اجلاء موظفيها من المنطقة بعدما اعلنت الحكومة حالة الطواريء و فرضت حظر التجول من المساء حتى الفجر، و تتصاعد اعمدة الدخان من بعض المناطق في سيتوي و هي ميناء يعيش فيه البوذيون و المسلمون في منازل مصنوعة من الخشب وسط أجواء من التوتر الكامن بين الجانبين.
و شوهد بعض البوذيين يحملون العصي و أسلحة بدائية بعد أن شوهد مسلمون يشعلون النيران في منازل، و قال زاو هتاي مدير مكتب الرئيس "أمرنا الان قوات الجيش بحماية المطار و قرى راخين التي تتعرض للهجوم في سيتوي.
الترتيبات جارية لفرض حظر التجول في بلدات أخرى، و تقوض الاضطرابات صورة الوحدة العرقية و الاستقرار التي ساهمت في اقناع الولايات المتحدة و اوروبا بتعليق عقوبات اقتصادية هذا العام كما قد يضر حظر التجول بالسياحة و الاستثمارات الأجنبية و هي مكاسب جنتها البلاد بعد نحو نصف قرن من الحكم العسكري، و قد تجبر الاضطرابات الرئيس ثين سين و هو جنرال سابق على التعامل مع قضية انتقدتها جماعات حقوق الانسان طوال سنوات و هي محنة الاف من مسلمي اقلية الروهنجيا يعيشون بلا جنسية بامتداد حدود ميانمار مع بنجلادش في ظروف صعبة و يلقون معاملة سيئة من جانب الاغلبية البوذية في راخين. بحسب رويترز.
و قال ثين سين في خطاب تلفزيوني رتب على عجل ان "الثأر و الفوضى" قد يمتدان الى خارج ولاية راخين و يعرضان تحول ميانمار للديمقراطية للخطر، و قال قائد من حرس الحدود في بنجلادش ان نحو 100 من افراد اقلية الروهنجيا حاولوا الفرار من العنف بالقوارب الى بنجلادش لكن السلطات اجبرتهم على العودة، و اضاف "لقد عززنا المراقبة و سنوقف اي احد يحاول عبور حدودنا، و قال انور حسين و هو ميجر في حرس الحدود في بنجلادش ان هذه المحاولة جاءت في اعقاب اعادة خمسة قوارب محملة بنحو 200 فرد من الروهنجيا، و يطالب نشطاء الروهنجيا منذ فترة طويلة بالاعتراف بهم في ميانمار كجماعة عرقية من السكان الأصليين لها حقوق المواطنة الكاملة و يقولون ان اصولهم ترجع لقرون مضت في راخين.
لكن الحكومة تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش و لا تمنحهم الجنسية، و ترفض بنجلادش منح افراد الروهنجيا وضع اللاجئين منذ 1992، و تفجرت الاشتباكات بعد تقارير عن تعرض امرأة بوذية لاغتصاب جماعي و قتلها في جريمة انحي باللائمة فيها على مسلمين و ما تلا ذلك من قتل انتقامي لعشرة مسلمين.
و ذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان ثلاثة رجال مثلوا امام المحكمة بتهمتي الاغتصاب و القتل.
.......
ك.ع
السبت 16/حزيران/2012