منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سائحة في لبنان ... من بلاد الحرمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-02, 11:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B9

قصة الفلاّح الفقير الذي علّم الشيخ محمد حامد الفقي ( ت 1378 هـ ) التوحيد وطريق السلف !


قال الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله :

أنا درست في جامعة الأزهر، ودرستُ عقيدة المتكلِّمين التي يدرسونها، وأخذتُ شهادة الليسانس، وذهبتُ إلى بلدي؛ لكي يفرحوا بنجاحي، وفي الطريق مررت على فلاح يفلح الأرض، ولما وصلتُ عنده قال: يا ولدي اجلس على الدِّكَّة - وكان عنده دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها - وجلستُ على الدِّكَّة وهو يشتغل، ووجدتُ بجانبي على طرف الدِّكَّة كتابًا، فأخذتُ الكتاب ونظرتُ إليه، فإذا هو كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" لابن القيم، فأخذت الكتاب أتسلَّى به، ولما رآني أخذتُ الكتاب، وبدأتُ أقرأ فيه، تأخَّر عني، حتى قدر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتاب، وبعد فترة من الوقت - وهو يعمل في حقله، وأنا أقرأ في الكتاب - جاء الفلاح، وقال: السلام عليك يا ولدي، كيف حالك؟ ومن أين جئتَ؟ فأجبتُه عن سؤاله، فقال لي: والله أنت شاطر؛ لأنك تدرَّجت في طلب العلم، حتى توصلت إلى هذه المرحلة، ولكن يا ولدي أنا عندي وصية، فقلت له: ما هي؟ قال الفلاح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا، في أوروبا، في أمريكا، في أي مكان، ولكنها ما علَّمَتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً، قلت: ما هو؟ قال: ما علمتك التوحيد، قلتُ له: ما هو التوحيد؟ قال الفلاح: توحيد السلف، قلت له: وما هو توحيد السلف؟

قال له: انظر كيف عَرَف الفلاح الذي أمامك توحيد السلف؟
قال له: هي هذه الكتب:
كتاب "السُّنة" للإمام أحمد الكبير، وكتاب "السُّنة" للإمام أحمد الصغير، وكتاب "التوحيد" لابن خُزَيمة، وكتاب "خلق أفعال العباد" للبخاري، وكتاب "اعتقاد أهل السُّنة" للحافظ اللالكائي، وعدَّ له كثيرًا من كتب التوحيد، وذكر الفلاح كتب التوحيد للمتأخِّرين، وبعد ذلك كتب المتقدِّمين - إنه الفلاح الفقيه - وبعد ذلك ذكر كتب شيخ الإسلام "ابن تيميَّة" و"ابن القيم"، وقال له: أنا أدلُّك على هذه الكتب، إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك، لا تتأخر، ارجع رأسًا إلى القاهرة، فإذا وصلت إلى القاهرة، ادخل "دار الكتب المصرية"، ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتُها كلها فيها، ولكنها مكدَّس عليها الغبار، وأنا أريدك أن تَنْفُض ما عليها من الغبار وتنشرها.

وكانت تلك الكلمات من الفلاح البسيط الفقيه قد أخذت طريقها إلى قلب الشيخ "حامد الفقي"؛ لأنها جاءت من مخلص.