حكم تلحين الأذان
أجاب عنه : عبد الحليم توميات / إمام خطيب مسجد عمر بن الخطاب – الجزائر العاصمة
السؤال :
- ما هي الحدود الشرعية في التغني بالأذان وهل أذان الحرم المكي مثال للأذان الشرعي
الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
التّلحين والتغنّي بالأذان من البدع الّتي طفت على سطح المجتمع المسلم، وانتشارها وذيوعها لا يسوّغها ولا يعني إباحتها، فالحقّ يعرف بالحجّة الظّاهرة، لا بالكثرة .
والحقّ أن يعود المسلم وقت الخلاف إلى كتاب الله وسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) [النساء: من الآية59].
وإنّما نعتقد أنّ تلحين الأذان من البدع لأمور:
الأوّل: لأنّ الأذان عبادة من العبادات، والأصل في العبادات المنع والتوقّف، فمن علّمنا صيغة الأذان لم يأمرنا بتلحينه والتغنّي به، ولو كان مشروعا لأمر به ونبّه عليه، كما أمر بالتغنّي بالقرآن الكريم، خاصّة أنّ الأذان يتكرّر في اليوم واللّيلة خمس مرّات، فكيف يُعقل أن يُغفِل الشّرع ذلك ؟
الثّاني: أنّه قد ثبت نهي الصّحابة عن ذلك، ومنه ما رواه عبد الرزّاق في " المصنّف " عن جعفر بن سليمان الضّبعي عن يحيى البكاء قال: رأيت ابن عمر رضي الله عنه يقول لرجل: ( إِنِّي لأبغضك في الله ). ثمّ قال لأصحابه: ( إنّه يتغنّى في أذانه ويأخذ عليه أجرا ! ).
الثّالث: أنّ ذلك يفتح-بل فتح فعلاً- أبواب البدع حتّى لا يمكن إيصادها، فهذا تراه يتغنّى في الإقامة، وذلك يتغنّى في الدّعاء في صلاة التّراويح، وآخر يتغنّى في تكبيرة الإحرام وتكبيرات الانتقال ..الخ .. فهل يُجِيز أحدٌ أن يقوم الإمام ويتغنّى قائلا: استووا وتراصّوا واعتدلوا ؟! فإن قلت: لا هذا من البدع، قيل لك: وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الأذان وغيره.
فخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّموالله أعلم وأعزّ وأكرم.
__________________
www.tbessa.net