العلاقة مع إيران.
الى جانب ذلك ذكرت وكالة أنباء إيرانية أن الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي عبر عن رغبته في استئناف العلاقات مع طهران لتحقيق "توازن استراتيجي" في المنطقة لكن مساعدا له نفى ان تكون الوكالة أجرت أي مقابلات صحفية مع مرسي. وقالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء انها أجرت مقابلة مع مرسي قبل بضع ساعات من إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية ونقلت عنه قوله انه يتعين حدوث تقارب بين البلدين وهي تصريحات تثير انزعاج قوى غربية تسعى لعزل إيران بسبب برنامجها النووي.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية عن مرسي قوله في نص المقابلة "يجب علينا استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي لأنه سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة." وقال ياسر علي وهو مساعد لمرسي إن الرئيس المنتخب لم يجر أي مقابلات صحفية مع وكالة الأنباء الايرانية (فارس) وان كل ما نشرته الوكالة الايرانية على لسان مرسي "ليس له أي أساس من الصحة."
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ايضا عن مصدر اعلامي برئاسة الجمهورية نفيه ان يكون مرسي اجرى اي مقابلات صحفية مع الوكالة الايرانية. وفي صفحتها على الانترنت نشرت فارس نص المقابلة ونسخة صوتية منها.
وذكرت فارس انه ردا على سؤال لها عن تقارير بأن أول زيارة رسمية سيقوم بها في حالة فوزه بالرئاسة ستكون للمملكة العربية السعودية قال مرسي "لم أصرح بهذا ولم يتم حتى الآن تحديد أول الزيارات الدولية بعد نجاحي في انتخابات الرئاسة." ومنذ الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في انتفاضة شعبية في 11 فبراير شباط العام الماضي لمح البلدان لرغبتهما في استئناف العلاقات التي انقطعت منذ أكثر من 30 عاما.
و هنأ الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مرسي على الفوز في الانتخابات. ونقل التلفزيون الايراني الرسمي عن نجاد قوله في الرسالة "أؤكد على توسيع العلاقات الثنائية وتعزيز الصداقة بين الدولتين." ورحبت إيران بفوز مرسي وتغلبه على أحمد شفيق منافسه في جولة الاعادة بالانتخابات الرئاسية واصفة ذلك بأنه "رؤية رائعة للديمقراطية" تميز "الصحوة الإسلامية" في البلاد وهي جملة يستخدمها الساسة الايرانيون لوصف أحداث "الربيع العربي" وتوابعه.
وردا على سؤال عن امكانية استعادة العلاقات بين القاهرة وطهران أكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الدور الحيوي لمصر في المنطقة. وقال كارني على متن طائرة الرئاسة الامريكية التي كانت تقل الرئيس باراك أوباما الى نيو هامبشير "من الملائم تماما لدولة مثل مصر ان تكون لها علاقات مع جيرانها لكننا نتطلع مجددا لأن تواصل مصر دورها المهم كدعامة للسلام والامن الاقليميين."
ويقول دبلوماسيون غربيون إن مصر تعزف فعليا عن إحداث تغييرات كبيرة في العلاقات مع إيران نظرا للقضايا المهمة التي يواجهها بالفعل الرئيس الجديد فيما يتصل بتعزيز العلاقات مع قوى إقليمية وعالمية. وقال دبلوماسي مقيم في طهران "تأمل إيران أن تصبح مصر رادعا أمام أي هجوم إسرائيلي ولاعبا إقليميا يمكن أن تستخدمه كقوة توازن محتملة أمام تركيا والسعودية." وأضاف "ستميل مصر -على الاقل في ظل الظروف الراهنة- لاتخاذ جانب أي من هذين البلدين أمام إيران." بحسب رويترز.
وفيما بدا انه تراجع عما قاله مرسي في كلمة بثها التلفزيون في أعقاب اعلان فوزه بانتخابات الرئاسة في مصر نقلت وكالة فارس عنه قوله ان اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل "سيعاد فيها النظر" لكنها لم تذكر تفاصيل. وليست هناك علاقات رسمية بين مصر وإيران منذ عام 1980 في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية ومعاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل.
وكان وزير الخارجية المصري قال العام الماضي إن مصر مستعدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي أشادت بمعظم انتفاضات الربيع العربي ووصفتها بأنها انتفاضات مناهضة للغرب استلهمت الثورة الإسلامية الإيرانية. إلا أن إيران تدعم الرئيس السوري بشار الأسد أوثق حلفائها العرب والذي يواجه انتفاضة شعبية ضد حكمه منذ 15 شهرا. وفي الداخل استمرت طهران في احباط مطالب الاصلاح التي امتدت إلى الشوارع في أعقاب اعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ولاية جديدة عام 2009.
............
الأحد 1/تموز/2012