السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
قال العلامة بن القيم رحمه الله
:
وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من
جنس أعمالهم بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم :
- فإن استقاموا استقامت ملوكهم .
-وإن عدلوا عدلت عليهم .
- وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم .
- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك .
- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها ؛ منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبحلوا بها عليهم .
- وإن أخذوا ممن يستضعفونه مالا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك
مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف وكلما يستخرجونه من
الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة فعمالهم ظهرت في صور أعمالهم .
وليس في الحكمة الألهية أن يولى على الأشرار الفجار الا من يكون من جنسهم .
ولما كان الصدرالاول خيارالقرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك فلما شابوا شابت لهم
الولاة فحكمه الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية
وعمر بن عبدالعزيز فضلا عن مثل أبي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة
من قبلنا على قدرهم وكل من الامرين موجب الحكمة ومقتضاها . أهـ
مفتاح دار السعادة
( 2 / 177 -178 )
منقولة من صفحة محبّي الشّيخ مجدي حفّالة حفظه الله تعالى..