منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - {♥الَخِيِمًة الَرمًضانِيِة رقم 04 ♥إعٌدٍادٍ وٌتٌقُدٍيِمً أنواار الإيماان بتاريخ4 رمضـان 1435♥}}
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-02, 06:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أنواار الإيماان
عضو متألق
 
الصورة الرمزية أنواار الإيماان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





قصة وعبرة


روعة الجمع بين الدين والأدب والتاريخ في قصص القران وكنموذج قصة موسى مع العبد الصالح (مقتطفات من مذكرة تخرجي )

جعل القصص القرآني الجمال الأدبي أداة مقصودة للتأثير الوجداني فخاطب حاسة الوجدان الدينية بلغة الجمال الأدبية معتمدا على أن

الدين والأدب صنوان في أعماق النفس وقررات الحس وعلى أن اشد المواعظ الدينية نفاذا إلى القلوب ما عرض في أسلوب قصصي جذاب
يحمل على المشاركة الوجدانية للأشخاص والتأثر بالأحداث والانفعالات والمواقف
والقران الكريم عرض لنا العديد من القصص التي تمثل وثائق تاريخية والتي تعلمنا الدين والأدب والأخلاق ومن بينها قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح المذكورة في سورة الكهف لقد عرضها القران الكريم عرضا فريدا يعجز الأدباء والبلغاء على الإتيان بمثله وصورت ببراعة لا مثيل لها فكرة الرحلة في طلب العلم والاجتهاد في كشف الحقائق وروعة الجمع بين الدين والأدب والتاريخ
فعن عنصر الدين تمثل القصة رحلة علمية يخلص فيها التابع و للمتبوع لله عزوجل ولا يبتغي فيها الأستاذ سوى الأجر من الله كما أنها

تعلمنا كيف نتحمل المشقة في تحصيل العلم وكيف نذلل الصعوبات التي تعترضنا في التحصيل وتعلمنا كيف يتحلى طالب العلم بالتواضع

وحسن الاستجابة والإنصات للمعلم والاسترشاد بنصائحه وكذا المسارعة بالاعتذار عند التقصير

والقصة تعلمنا كيف يبصر الأستاذ الطالب بآداب التعلم برده للصواب عند الخطأ

إذا فقد أشارت القصة بتصويرها المعجز وإيماءاتها النفاذة إلى آداب وأصول التربية والتعلم والتهذيب وهذا ما بنص عليه دينا

أما عن عنصر الأدب فمثاله واضح في روعة التعبير القرآني حين أطلق لفظ الفتى على خادم سيدنا موسى الذي يرافقه في الرحلة فقد

أضفى القران بهذه اللفظة حلة رائعة وهي لباس الفتوة والشباب موطن الاعتزاز في الإنسان وأروع حلقات العمر ولم يطلق عليه لفظ أخر

يقلل منه

وبالنظر أيضا إلى قوله تعالى ..آتنا غذاءنا..وكيف لم يقل أتني غذائي لان الطعام مشترك بين موسى وفتاه ولا يختص به السيد تفضيلا ثم

يلقي ما تبقى منه إلى الخادم

وفي قراءتنا لهذه القصة المعجزة نجد من أدب العبد الصالح انه لما أراد ذكر العيب في السفينة نسبه لنفسه أدبا مع الله فقال (فأردت )

ولما كان قتل الغلام مشترك الحكم بين المحمود والمذموم استتبع نفسه مع الله فقال بالإخبار بنون الاستتباع (فأردنا )ليكون المحمود من

الفعل وهو راحة الأبوين المؤمنين من كفر غلامهما عائدا على الحق سبحانه والمذموم ظاهرا وهو قتل الغلام بغير حق عائد على الخضر


أما في إقامة الجدار فكان خيرا محضا فنسبه الخضر لله وحده فقال (فأراد ربك )

ثم بين في الأخير أن جميع ما قام به بأمر من الله بقوله ( وما فعلته عن أمري)

فأي أدب أروع من هذا الذي يعلمنا إياه القصص القرآني

أما عن عنصر التاريخ فهذه القصة الفريدة تمثل حلقة من سيرة موسى عليه السلام التي تحدثت عنها التوراة ومع ذلك فان ماجرى بين

موسى والخضر من أحداث يعتبر من أوثق مابين يدي التاريخ من الوثائق التي لم ترد إلا في القران الكريم

وهكذا تكون هذه الحلقة قد جمعت بين الدين (وما بنص عليه في الحث على طلب العلم وعلى الطاعة) والأدب(احترام الخادم والمعلم) وكذا

التاريخ باعتبارها اصدق وثيقة كيف لا وهي من الله عزوجل













رد مع اقتباس