المالكي .. خيار أميركا الخاطئ في العراق
كلما التقيت سياسيا عراقيا طوال السنوات الماضية كان سؤالي الأساسي له هو: كيف أجمعت اميركا وإيران على اختيار نوري المالكي ودعمه لقيادة العراق وهي تحت الاحتلال وما بعد الاحتلال إن جاز الوصف بأن الولايات المتحدة قد خرجت فعليا من العراق ؟ لم أكن أجد إجابة واضحة لدى احد.
حتى قام باراك اوباما بالاتصال بالرئيس الايراني حسن روحاني ثم اتضح ان كافة التخمينات والتسريبات التي كانت تتحدث عن علاقات سرية بين الولايات المتحدة وإيران امتدت لسنوات طويلة كانت حقائق دامغة، وقد تعمقت هذه العلاقة مع الاحتلال الاميركي للعراق الذي كانت كل ترتيباته تجري بين الولايات المتحدة وإيران وتوجت بالتوافق الكامل بين الدولتين في خيار نوري المالكي، الذي كرس الطائفية التي زرعها في البداية الحاكم الاميركي للعراق تحت الاحتلال بول بريمر، وتحت الرعاية الاميركية قام نوري المالكي باضطهاد السُنة وارتكب في حقهم من المجازر والتجاوزات والاعتقالات والتعذيب والتهجير ما لم تقم به القوات الاميركية، وما لم يحدث في تاريخ السنة في العراق.
وضج السُنة بالشكوى لدى كافة المنظمات والمحافل الدولية دون ان يستجيب لهم أحد ولم يكن هذا الأمر يزيد المالكي إلا طغيانا وظلما في ظل الدعم الاميركي والايراني له، وقد زاد ظلم المالكي وطغيانه حينما تسلط بجيشه على سكان الأنبار طوال أكثر من ثلاث سنوات وسحق ومحق كثيرا من المناطق مستخدما الدبابات والمدفعية والطائرات وكل وسائل القمع والبطش دون أن يدينه الذين يدعمونه، وفجأة تهاوت أسطورة المالكي في الوقت الذي كان يستعد فيه لتتويج نفسه لولاية ثالثة بعد انتخابات وصفت بأنها مزورة، وتهاوى جيشه الذي طالما تسلط على أهل العراق بالبطش والعدوان.
ورغم أن ما جرى هو انتفاضة سُنة العراق المظلومين والمضطهدين على الحاكم المدعوم من ايران والولايات المتحدة إلا أن المالكي والآلة الاعلامية الغربية تحاول أن تظهر أن ما جرى هو انهيار لجنود المالكي أمام قوات دولة العراق والشام الاسلامية المعروفة اختصارا باسم «داعش» لكن المراقبين يؤكدون أن داعش لا تملك تلك القوة التي تستطيع بها أن تقوم بمثل هذه العمليات العسكرية.
أحمد منصور