في ديسمبر 1937م، وقعَ انقلابٌ خطير في (وادي سوف)؛ فقد تحوّل الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي مِن شيخ الطريقة القادرية إلى عالم مصلح؛ فجاهر في أتباعه وقومه، أثناء اجتماعِ وَفْدِ جمعيّة العلماء في «قمار»: «إنَّ الطُّرُقَ بدعةٌ لا أصل لها في الدِّين، فَحَسْبُكُمُ التّمسُّكُ بالكتاب والسّنَّة». وهكذا انقلبت «الزّاوية القادريَّة» رأسًا على عقب مِن «زاويةٍ طرقيَّة» إلى «معهدٍ إسلاميٍّ» علميٍّ، ومركزٍ يُمثّل جمعيّة العلماء في الصّحراء، يقول ابن باديس: «شَرَعَ الشّيخ عبد العزيز بعمارة زواياه بالعلم، وعيَّن رجلين للتّعليم من أبناء سوف المتخرجين من جامع الزيتونة المعمور» [«الآثار» (5/398)].