[ميمي سمية]

بقلم العضــــــوة: chaimaa anoucha

احلام تسعى لتنتصر

تُـنَــادِيـنِي الأَحْلَامُ مِنْ عُمْقِ الأَمَل ، وتَبْعَثُ لِي بِرِسَالَةِ اشْتِيَّاقٍ و حُبٍ ، تُعلمُني بِأنَّ القَلْب هَرِمَ قَـبْلَ أَوَانِهَ، وضَاعَ فِي بـُسْتَانِ ألَمِهِ ،عَجَّتْ ثَـنَايَاهُ فيما مَضَى بأَجْمَلِ الزَهْرِ، وتَغْريدِ الطَيرِ، ونَـفَحَاتِ قَلبٍ مُثْمِرٍ، والعِبارَات التي تبُثُ الأَمَلَ فِي كُلِ يَائِسٍ ، وَالفَرَحَ فِي كُلِ بَائِسٍ ، قد غادرت مَواطِنَ الإبْداع ، تُنَبِئُنِي أَنَّ قَسْوَةَ الحَبِيبِ حَالَتْ بينَ سَعَادَتِها ، وَالانتعاش مَطَامِحِهَا ، فَاسْتَبَدَّ بِهَا الأَلَمُ فـَأَقْـفـَرَتْ أراضيها ، وَ مَاتَ سَاقِيهَـا ، فَـأَبـَتْ تَسْتَسِيغُ وتَسْتَلذُ مِنْ يـَدٍ غَيْرَ التِي كَانتْ تَرْوِيهَا ، تألمَتْ أَحْلامي وتأَلَمْتُ ، وسَالَتْ عَبَرَاتُها فَعَجَزْتُ ، وَجَفَّ نَبْعُهَا فَنَزَفْتْ أَحْلَامِي وَ تَمَرَغَّتْ عَلى ضِفَافِ الأَسَى وَ الحُزْنِ .
شَعَرْتُ بِضُعْفٍ خَاتَـلَ رُوحِي ، وَتسَرَبَ الوَهَنُ لضُلُـوعِـي ، و الشَفَقَةُ إلى نَفْسِي ، إذْ كيْفَ لِلْجَمَالِ أَنْ يَقْبَلَ بِالقبحٍ ، وَالأَمَلُ بِاليَأْسِ ، اسْتَرسَلْتُ فِي تَفْكِيرِي وَمَا هِيَ إِلَّا مُدَدٌ وَجِيزَةٌ حَتَى اسْتَحْوَذَت تَفَاصِيلُ مَاضِيِّ عَلَى وَاقِعِي ، فَاسْوَّدَتْ بِهِ مَعالمُ أيَامِي ، فِي تِلْكَ اللَحْظَة ِفَقَطْ أَدْرَكْتُ حَجْمَ مَأْسَاتِي ، وَ الامْتِحَان الذِي سَيُحَدِدُ دَرْبَ انْهيَارِي أَوْ انْتِصَارِي ...