رقاة وأئمة وبلوتوت وآيفون 6 يصنعون الحدثفي البكالوريا

لم يكن نهار أمس عاديا بالنسبة بالنسبة إلى القل وكل مدن الجزائر وقراها؟ إنه يوم المسابقة الكبرى والحدث الجلل، امتحان تعتمد نتائجه على الاجتهاد والمثابرة طوال السنة. "الشروق اليومي" تجولت بين مختلف مراكز إجراء هذه المسابقة المهمة لترصد العجب العجاب.
منذ السابعة والنصف صباحا وقبل فتح أبواب المراكز.. حشود من المواطنين أمامها: أولياء المتسابقين، إخوتهم، أصدقاؤهم.. يحملون المصاحف ويقرؤون ما تيسر من الذكر الحكيم، نساء في أيديهن ماء مرقي وماء زمزم يقمن بسكبه أمام باب المركز قبل دخول أطفالهم إلى الأقسام. إمام يدعو لفتاة بالنجاح، وراق يقوم برقية فتاة أخرى أمام باب المركز رقم 1 بثانوية ابن باديس وسط القل بعد رفضها فجأة دخول المسابقة التي يحلم بها الآباء لأنها مفتاح المستقبل، ما جعل والديها يلجآن إلى الرقية الشرعية. الغريب أثناء جولتنا أمام ثانوية بوقيقز رجال الأمن يطوقون المكان بعد أن حاول بعض الأولياء الوقوف أمام باب الثانوية والساعة لم تبلغ التاسعة صباحا في انتظار أول المنتهين من الإجابة عن الأسئلة حتى يأخذوها منه ويتمكنوا من إيصال الأجوبة عن طريق التكنولوجيا الحديثة أيفون خمسة هواتف آخر طراز والكتمان. أحد الأساتذة استهجن الوضع وأكد للمتطفلين بأن هذا غش، لكن البعض وبنرفزة رد بتحريف الحديث استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان.
في كل زاوية وداخل كل سيارة متوقفة قرب تلك المراكز أساتذة متقاعدون يتقاضون مبالغ مالية تصل إلى 1500 دج لحل أسئلة الامتحان مباشرة عن طريق البلوتوت الذي يستعمله الطالب. آخرون كانوا على الساعة 8 .30 ينتظرون أسئلة امتحان اللغة العربية عبر الفاكس من سكيكدة لأن بعض المتسابقين يدخلون الامتحان لمجرد الحصول على ورقة الأسئلة لا غير ليخرج ويوزعها ليمكن المتسابق من حل المسألة قبل انتهاء الوقت المحدد ورغم أن كل المراكز خصصت فتيات لتفتيش الطالبات المحجبات حيث تم حجز هواتف نقالة إلا أن الحراسة لم تمنع الكوبياج. الأغرب أن مجموعة من الشباب كانت تجوب المكان على متن دراجات نارية وبيدها أوراق ويتبعها جمع كبير من الناس. اقتربنا لنجد أن هؤلاء المنحرفين يبيعون الوهم للأولياء الذين كانوا في حالة نفسية مزرية بتأكيدهم بأن أسئلة بعض المواد قد سربت وورقة الأسئلة بيعت بـ 1500 دج.