[جمال الدين الأفغاني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واذا مرضت فهو يشفين نسأل الله ان يشافي كل مرضى المسلمين في كل مكان يا رب

ودائما احب ان اشارك اصحاب هذا النوع من المشاكل قصصا واقعية لكي يدركوا ويفهموا

ان هذه الامور ليست خاصة بهم لوحدهم فكثير ممن يتأثر بالمحن والابتلاءات يصور له الشيطان

زيادة في محنته انه الوحيد في هذه الدنيا المصاب بهذا المرض او المبتلى بهذا الداء

ولكن لو تمعن جيدا في الحياة سيجد من هو أكثر منه بلاءا واكثر محنا ومع ذلك يكون صابرا ومحتسبا

لا وبل سعيدا فيا سبحان الله !!!!

ولذلك ساروي لك قصة اختي الكريمة وهي حقيقية من واقعنا هذا شاب ملتزم

يريد الستر والزواج كغيره من الشباب ليحصن نفسه من الفتن ويبني له أسرة في طاعة الله

تعرف على فتاة وقام بخطبتها وكانوا مثلما يقال كالسمن على العسل كل شيء تمام

لكن ما حصل مع مرور الوقت ان هذا الشاب اكتشف ان تلك الفتاة في علاقة أخرى مع "حبيبها" الاول

والعياذ بالله واعترفت له بكل شيء فما كان منه الا ان قرر فراقها ولكن في نفس الوقت لانه تعلق بها نوعا ما

وعطف على حالها لانها بكت له بحرقة وأظهرت الندم الشديد وووو

فلم ينفصل عنها مباشرة وتفاهم معها ان يكتموا الامر عن الجميع ويخترعوا للاهل سببا معينا

ويعلنا الفراق ولكنها ترجته ان يبقى معها لوقت ميعن حتى تخرج من صدمتها لفعلتها والا فعلت في نفسها

شيئا ولطيبته ورهافة حسه سمع لكلامها ووقف معها حتى تتجاز محنتها

ولا تقوم بفعل ما يؤذي اهلها ويحدث مشاكل كبيرة لاهلها

فبعد مدة وهي تتصل به وهو يطلب منها ان تكف عن الاتصال به ولكنها تصر

فاذا بها مرة مرضت مرضا شديدا وتتصل به ليلا والناس نيام وتوقظه وكل ذلك لانه

وعدها انه لن يتخلى عنها وسيقف معها

المهم قبل ان يحدث الفراق النهائي الذي اتفقا عليه ويقولا لاهلهما عن قرار فراقهما

ارسلت له رسالة تقول له فيها ان سبب ما تفعله انها مريضة بمرض مزمن وانها تعرف انها لن تدوم حياتها

طويلا وهي تخفي هذا عن الجميع حتى والديها لا يعلمان فكتبت له ان هذا سببا كافيا كان سيجعله يتخلى عنها

ولن يبقى معها فصدقيني اختي الكريمة هذا الشاب بكى طويلا لهذه الرسالة ولايام وهو مدمر القلب

ومجروح ولكن السبب ليس لما حصل له معها بل لانها جرحته كثيرا لهذا الكلام

فهو يقول لما خانته مع حبيبها الاول لم تجرح كرامته كما جرحتها لما قالت له انه كان سيتركها لو علم انها مريضة

لانه هو اصلا كان في يحس انها مريضة من خلال تلك المدة التي كانوا مخطوبين وكان يحس انها تحتاج رعاية

فكان متوقعا ان يكتشف انها ربما ستكون مريضة ومع ذلم اسرها في نفسه وكان يحبها وقبل بها كما هي

ولكنها هي لم تفهم مشاعره لانها لم تكن صادقة معه فلو كانت صادقة معه فهمت انه ليس من النوع الذي يترك من يحب

بسبب مرض او اي حاجة اللهم الا الموت اما سوى ذلك فكان سيبقى معها ويرعاها ويبقى على حبه لها

فلذلك هي لا تعلم ما الذي اضاعته بتصرفها الغير محسوب معه فاولا قامت بخيانته وثانيا لم تراعي شعوره

ولم تقدر ما كان يكنه لها من حب وانتهت قصتهما نهاية مأساوية والله المستعان

فهذه قصة واقعية ارويها لك لتعلمي ان الحياة بمرها وحلوها لا معنى لها من دون مشاعر صادقة

فقط تكون المشاعر صادقة نابعة من القلب وفي الحلال الذي يرضاه الله وبعدها فليكن ما يكون

وايضا ليس الامر مقتصرا على الزواج فهناك من يعاني وهو مريض حتى من اهله الذين يسكن معهم

وربما حتى من والديه فلا يرعيانه ويهتما به وبمرضه فماذا نقول عن الذي بهذه الحال !!!!

لذلك لابد من امرين اثنين لحالتك الاول الرضى بقضاء الله وقدره والتمسك به بان يشافيك

والثاني التوكل عليه سبحاته واتخاذ الاسباب في مصارحة الخطاب بالامر فمن قبل بها ونعمة

ومن رفض فعوضها على الله وما اكثر من انخطبت كذا مرة وتتوقف الخطبة وتفسخ

وهذا ليس عيبا ولا امرا مشينا بل هو قضاء وقدر المهم لا يكون العيب منك

انت تعرفين ان ما بك لست متسببة فيه وهو من عند الله اذن تمسكي به سبحانه

وسيرزقك بمن يعتني بك ويقدرك ويحبك في الحلال ونسأل الله ان يفرج همومنا جميها

ويرزقنا من فضله انه القادر على ذلك وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين