منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بني ريغة الشاوية الأمازيغ بجنوب سطيف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-08, 16:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ALGATHEN FRIDHAN
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي فضائل هذا الجيل من الأمازيغ : حسب إبن خلدون :

فضائل هذا الجيل من الأمازيغ : حسب إبن خلدون :

- في ذكر ما كان لهذا الجيل قديماً وحديثاً من الفضائل الإنسانية والخصائص الشريفة الراقية بهم إلى مراقي العز ومعارج السلطان والملك :

- قد كان من أمر هذا الجيل من البربرووفور عدده وكثرة قبائلهم وأجيالهم وما سِواه من مُغالبة المُلوك ومُزاحمة الدُول عدة آلاف من السنين من لدن حروبهم مع بني إسرائيل بالشَام وخُروجهم عنه إلى إفريقية والمغرب وما كان منهم لأول الفتح في مُحاربة الطوالع من المُسلمين أولاً ثم في مُشايعتهم ومُظاهرتهم على عُدوهم ثانياً من المقامات الحميدة والآثار الجميلة‏.‏

وما كانلدهياً الكاهنة وقَومها بجبل أوراس من المُلك والعِز والكَثرة قبل الإسلام وبَعده .

وما كان لأُوربة من مُشايعة المسلمين أولاً ثم ِردتهم ثانياً وتحَيزهم إلى المغرب الأقصى‏.‏

قال ابن أبي زيد :‏ إن البربر ارتدوا بإفريقية والمغرب اثنتي عشرة مرة وزحفوا في كلها على المُسلمين ولم يثبت إسلامهم إلا في أيام موسى بن نصير وقيل بعدها‏.‏

وتقدم ذكر ما كان لهم في الصَحراء والقَفر من البلادوما شيدوا من الحُصون والآطام والأمْصار من سَجلماسة وقُصور توات وتقورارين وفيجيج ومزاب ووارقلة وبلاد ريغة والزَّاب ونفزاوة والحامة وغدامس‏.

ثم ما كان لهم من الأيام والوقائع والدُول والمَمالك‏.‏

ثم ما كان بينهم وبين طَوالع العَرب من بني هلال في المائة الخامسة بإفريقية‏.‏

وما كان لهم مع دولة آل حماد بالقلعة ومع لمتونة بتلمسان وتاهرت من الموالاة والانحراف‏.‏

وما استولى عليه بنو بادين آخراً بإسهام المُوحدين وإقطاعهم من بلاد المغرب وما كان لبني مرين في الإجلاب على عير عبد المؤمن من الآثار وما تشهد أخباره كلها بأنه جِيل عزيز على الأياموأنهم قوم مَرْهوب جانبهم شَديد بأسهم كثير جَمعهم مظاهرون لأمَمْ العالم وأجياله من العَرب والفُرس ويُونان والرُوم‏.‏

واستنكف كثير من الناس بعد ذلك عن النسب فيهم لَمَا تَلاشت عُصبتهم بما حَصل لهم من ترف المُلك والدُول التي تكَررت فيهم.
وإلا فقد كانت أُوربة وأميرهم كسيلة عند الفتح كما سَمعت.

وزناتة أيضاً حتى أُسِر أميرهم وزمار بن صولات وحمل إلى المدينة إلى عثمان بن عفان‏.‏

ومن بعد ذلك هَوارة وصنهاجة وبعدهم كْتامة وزناتة وما أقاموا من الدَولة .

وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مَرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومُدعاة المَدح والثَناء من الخُلق من عز الجوار وحِماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقَول والعَهد والصَبر على المكَاِره والثَبات في الشدائد‏.‏

وحُسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحْمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العِلم وحمل الكل وكسب المعدوم‏.‏

وقرالضيف والإعانة على النوائب وعُلُو الهِمة وإباية الضيم ومَشاقة الدُول ومُقارعة الخطوب وغلاب المُلك وبيع النُفوس من الله في نصر دينه‏.‏

فلهم في ذلك آثار نقلها الخَلف عن السَلف لو كانت مَسطورة لحفظ منها ما يكون أسْوة لمتبعيه من الأمَم وحَسبك ما اكتسبوه من حَميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مَراقي العِز وأَوْفت بهم على ثنايا المُلك حتى عَلت على الأيدي أيديهم ومَضت فى الخلق بالقبض والبسط أحكامهم‏.‏

وكان مَشاهيرهم بذلك من أهل الطبقة الأولى ‏:‏
- بلقين بن زيري الصنهاجي عامل إفريقية للعبيديين
ومُحمد بن خزر والخير ابنه من مغراوة
وعروبة بن يوسف الكتامي القائم بدعوة عبد الله الشيعي
ويوسف بن تاشفين ملك لمتونة بالمغرب
وعبد المؤمن بن علي شيخ المُوحدين وصاحب الإمام المهدي‏.‏

وكان عظماؤهم من أهل الطبقة الثانية السابقون إلى الراية بين يدي دُولهم والمَاهدون لملكهم بالمغرب الأقصى والأوسط كبيرهم :
- يعقوب بن عبد الحق سُلطان بني مرين
ويغمراسن بن زيان سلطان بني عبد الواد
ومحمد بن عبد القوي ووزمار كبير بني توجين
وثابت بن منديل أمير مغراوة وأهل شلف
ووزمار بن إبراهيم زعيم بني راشد.
المتعاصرين في أزمانهم المتناغين في تأثيل عزهم والتمهيد لقومهم كل على شاكلته بقوة جمعه‏.‏

فكانوا من أرْسَخهم في تلك الخِلال قُدماً وأطولهم فيها يداً وأكثرهم لها جمعاً طارت عنهم في ذلك قبل المُلك وبعده أخبار عني بنقلها الإثبات من البربر وغيرهم وبلغت في الصِحة والشُهرة منتهى التواتر‏.‏

وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام المِلة ونصرهم لدين الله فقد نقل عنهم من اتخاذ المُعلمين لأحكام دين الله لصبيانهم والاستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم وتدارس القرآن بين أحيائهم وتحكيم حَمَلة الفقه في نوازلهم وقضاياهم وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في آثارهم وسوأً للدعاء عن صالحيهم وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله وجهاد عَدوه ما يدل على رسوخ إيمانهم و صحة معتقداتهم ومتين ديانتهم التي كانت ملاكاً لعزهم ومقاداً إلى سلطانهم وملكهم‏.‏

المُبرز منهم في هذا المُنتحل يوسف بن تاشفين وعبد المؤمن بن علي وبنوهم‏.‏
ثم يعقوب بن عبد الحق من بعدهم وبنوه فقد كان لهم في الاهتمام بالعِلم والجِهاد وتشييد المدارس واختطاط الزوايا والربط وسد الثغور وبذل النفس في الله وإنفاق الأموال في سبيل الخيرات ثم مخالطة أهل العِلم وترفيع مكانهم مجالستهم ومفاوضتهم في الاقتداء بالشريعة والانقياد لإشاراتهم في الوقائع والأحكام ومُطالعة سير الأنبياء وأخبار الأولياء وقراءتها بين أيديهم من دواوبن ملكهم ومجالس أحكامهم وقصور عزهم‏.‏

والتعرض بالمَعاقل لسماع شكوى المتظلمين وإنصاف الرعايا من العُمال والضَرب على يد أهل الجُور واتخاذ المَساجد بصَحن دورهم وسَده خلافتهم ومُلكهم يعْمرونها بالصلوات والتسبيحات والقُراء المُرتلين لتلاوة كتاب الله أحزاباً بالعَشي والإشراق على الأيام وتحصين ثُغور المسلمين بالبنيان المُشيد والكتائب المجهزة وإنفاق الأموال العريضة‏.‏
شهدت لهم بذلك آثار تخلفوها بعدهم‏.‏

وأما وقوع الخوارق فيهم وظُهور الكاملين في النوع الإنساني من أشخاصهم فقد كان فيهم من الأولياء المُحدثين أهل النفوس القدسية والعلوم الموهوبة‏.‏

ومن حملة العلم عن التابعين ومن بعدهم من الأئمة والكُهان المفطورين على المُطلع للأسرار المُغيب ومن الغرائب التي خَرقت العَادة وأوضحت أدلة القُدرة ما يدل على عظيم عناية الله بذلك الجيل وكَرامته لهم بما آتاهم من جِماع الخير وآثرهم به من مذاهب الكمال وجمع لهم من متفرق خواص الإنسان ينقل ذلك في أخبار توهم عجائب‏.‏

فكان من مشاهير حملة العلم فيهم سعيد بن واسول جد بني مدرار ملوك سَجلماسة أدرك التابعين وأخذ عن عكرمة مولى العباس ذكره عريب بن حميد في تاريخة‏.‏
ومنهم أبو يزيد مُخلد بن كيداد اليفرني صاحب الحِمار الخارج على الشيعة سنة اثنتين وثلثمائة الدائن بدين الخارجية‏.‏ أخذ العِلم بتوزر عن مشيختها ورأس في الفتيا وقرأ مذاهب الإضافية من الخوارج وصدق فيه‏.‏
ثم لقي عماراً الأعمى الصُفري النكار‏.‏
فتلقن عنه من مذاهبهم ما انسلخ من آية السعادة بانتحاله‏.‏ وهو مع ذلك من الشُهرة في هذا الجيل بحيث لايغفل‏.‏


ومنهم منذر بن سعيد قاضي الجماعة بقرطبة من ظواعن ولهاصة ثم من سُوماتة منهم مولده عام عشرة ووفاته عام ثلاثه وثمانين وثلثمائة‏.‏ كان من البُتر من ولد مادغيس هلك على يد عبد الرحمن الناصر‏.‏
ومنهم أيضاً أبو محمد بن أبي زيد علم الملة وهو من نفزة أيضاً‏.‏

ومنهم علماء بالنسبة والتاريخ وغير ذلك من فنون العلوم‏.

ومن مشاهير زناتة أيضاً موسى بن صالح الغمري مَعروف عند كافتهم معرفة وضوح وشُهرة عند ذكر غمرة من شعوب زناتة‏.‏

وهو وإن لم توقفنا الأخبار الصَحيحة على الجَلي من أمْره في دينه فهو من مَحاسن هذا الجيل الشاهدة بوجود الخَواص الإنسانية فيهم‏ :‏ من ولاية وكهانة وعِلم وسِحر وكل نوع من آثار الخليقة‏.‏

ولقد تحدث أهل هذا الجيل فيما يتحدثون به أن من بني يفرن كَلمام إبن أخت رئيسهم يعلي بن محمد اليفرني .
ويذكر له أخبار في الشجاعة خَرقت العوائد ودَلت على أنه مَوهبة من الله استأثره بها لم يُشاركه فيها غيره من أهل جلدته‏.‏

وربما ضاقت حواصل الخَواص منهم عن ملتقط هذه الكائنة ويجهلون ما يتسع لها ولأمثالها من نطاق القُدرة وينقلون أن حَملها كان إثر اسْتِحمامها في عين حامية هنالك غَب ما صَدر عنها بعض السِباع كانت ترد فيها على الناس ويردون عليها ويرون أنها عَلقت من فضل ولوغه ويُسَمُون ذلك المَولود ابن الأسد لظُهور خاصة الشجاعة فيه‏.‏

وكثير من أمثال هذه الأخبار التي لَوْ انصرفت إليها عِناية الناقلين لملأت الدوَّاوين‏.‏
ولم يزل هذا دأبهم وحالهم إلى أن مَهدوا من الدُول وأثلوا من المُلك ما نحن في سبيل ذكره من الدَولة الِزيرية ،الحَمادية، المُرابطية، فالموحدية ، فالحفصية ، فالِزيانية و المَرينية .

- منقول عن المُؤرخ الفذ : السيد لمطاعي الريغي.