السلام عليكم و رحمة الله الاخت مريم الصابرة
شكرا لك على فتح باب النقاش في موضوع مفيد ان شاء الله
كما يقال إِنَّ ابن آدم مجبول على أخلاق شتى كيس وحُمق، وجُرأُة وجُبن، وحلم وجهل؛ فداوِ بعض ما فيك ببعض
فالشخص مهما كان ذكرا ام انثى فيه من الخلل ما الله به عليم ....لا يختص بذلك ذكر عن انثى او العكس .....و الا لكان الكمال لكليهما و لما احتاج احدهما للاخر و لما كان الاحتياج متأتيا من الطرفين كان لزاما على كل طرف ان يسكن للاخر حاجة اليه لكي يكمّل ما عابه و كل خلل شابه .....و اما قولك في الرجل صبي صغير فقد أسلفت في القلب فالانسان مجبول على اخلاق كثيرة و ربما منها التصابي و هو ان يكون الرجل بحضرة المرأة كذلك و ذلك ليس من الخلل و لكن خلق جعله فينا الله لكي تيون للرجل مع اهله انبساط و الا لكان الرجل شديدا في كل حال و لم يؤلف طبعه
اما حسب ما قولك يا ايتها الاخت الفاضلة .....فقد جعلتِ من وجود ذلك الطفل الصغير في الرجل عبيا ان اخفاه و ما ذلك بعيب فالامور في الناس تقاس بالعرف و ما مشى فيهم من خصال فالرجل بين الرجال و بين النساء لابد ان يظهر الجلَد و القوة و ان لا يظهر الضعف ....فلو اظهر الجزع احيانا في ناس يرونه سيدا او في اهله و كان الحال سيئا و كان هؤلاء كلهم يراه مثلا للصبر فاذا رأوا فيه الضعف و او البكاء ربما تثبطت عزائمه و خارت و كان اظهار ما هو طبع فيه و ان اخفاء عاملا سيئا على هؤلاء ......فكان الاولى و الاسلم ان يكون الرجل بين الرجال هزبرا ضاريا و ان شاء البكاء ففي خلواته .....و ايضا له ان يتصابى في حضرة زوجته و في لعبه مع اطفاله فالحال تلك اقرب و أسلم لأن يفعل ذلك .....و اما غيرها فهي خور في المروءة و ضرب من الحماقة ان هو فعل ذلك ......لذا يجب ان يكون الرجل سيدا عاقلا ......جادا وقت الجد و هازلا وقت الهزل .......و ايضا فالرجل لولا شدته في امور ....لما كان موضع ثقة بنت حواء......
لكن لي ملاحظة .....هنا انما اتحدث عن الرجل و المرأة الذين لم تخالط فطرتهم امراض زماننا هذا ....رجل بمعناه و امرأة حقيقة ......أما في زماننا فخلفت خلوف أضاعت ماهية الرجولة و الانوثة فصرنا نتخبط في نقد بعضنا البعض فلا الرجل يجد من ينشد و لا المرأة تجد في الرجال من تريد ......و كثر الكلام و صار الاحتجاج بأن لا هذا يصلح و تلك تصلح لبناء عش الزوجية ......فنرى مرات اتهامات جزافية تكال من طرف لآخر دون دقة و لا عقلانية و كان الاجد و الاحق لنا ان نتهم انفسنا و نحاول اصلاحها مخافتنا ان يدركنا زمن نتباكى فيه على زماننا هذا .....ذلك اننا في زمن أمن و عافية ......و ان قدر الله لنا و يسر الامور رجعتا الى ما فيه خيرنا جميعا ....لكن نخاف ان تكثر الفتن فلا نبالِ بأنفسنا و اخلاقنا ....فيدركنا زمن نندب حظنا على ما فرطنا من خير و أدب لانفسنا و ابنائنا
نسأل الله العافية لنا و لكم