[ 12 ] : كتاب " الضياء "لأبي المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العوتبي:
وقد جاء في هذا الكتاب مما يقرر العقيدة الإباضية في الصحابة شيء كثير أقتطف منه على عجل هذا النص من الجزء الثالث صفحة ( 68 ) : ( وقيل إن الربيع [ ويقصد ابن حبيب محدث الإباضية وإمامهم !! ] كان له جاران ناسكان من قومنا [ يقصد أنهما من أهل السنة ]، فقال الربيع لأبي عبيدة : إن جاراي ناسكان ، وإنهما أحبا الدخول في دين المسلمين [ أي المذهب الإباضي ]، ولكنـهما استوحشا من البراءة من عثمان وعلي !! فقال له أبو عبيدة : فأنا أبرأ من عثمان وعلي فما يقولان في ؟ . فقال : يتوليانك !! . فقال أبو عبيدة : لا بأس عليهما ، قال له الربيع : فإن لم يتوليانك ؟ . فقال أبو عبيدة : هما هالكان !! ، وإنما أراد أبو عبيدة أنهما إذا تركا ولاية المسلمين [ أي الإباضية ]على براءتهم من عثمان وعلي خرجا من الإسلام !! .
ومن زعم أن عثمان وعلي دخلا حفرتيهما مسلمين ، فقال أبو معاوية : إن كان يعني أهل التنزيل فقد صدق فيما قال ، وإن كان يعني أهل التأويل استتيب ، فإن تاب ، وإلا برئ منه !! ) أ.هـ ، وقد سبق وأن أوردنا هذه الرواية عن شيخهم الربيع بن حبيب فيما نقله شيخهم محمد بن جعفر الأزكوي في كتابه" جامع ابن جعفر " فارجع إليه غير مأمور !! .
وفي صفحة ( 73-74 ) من نفس الجزء الثالث و بعد أن ذكر قائمة أسماء الذين يتولاهم الإباضية ويحبونهم أورد قائـمة الذين يتبرأ منهم الإباضية ويبغضونهم فقـال : ( أهل البراءة عثمان ، وعلي ، وابناه الحسن والحسين ، وطلحة ، وجميع من رضي بحكومة الحكمين ، و… والشكاك [يقصد بالشكاك الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة كعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأمثالهم] … والمعتزلة بما وقـفوا عن عثمان وعلي والزبير وغيرهم ، وجميع الكافرين من الأولين والآخرين … وكــل مخالف للمسلمين [ أي الإباضية ] بقول أو فعل … وقال أبو عبد الله : إن حسان بن ثابت هجا قتلة عثمان ولا يتولاه المسلمون ) أ.هـ ثم أشار أبو عبد الله هذا – ولعله يقصد محمد بن محبوب– إلى أن من آثام الحسن إعانته على قتل عبد الرحمن بن ملجم !! .
وهذا الكتاب عجيب في بيانه لمعتقد المذهب الإباضي في الصحابة فقد ملأه بكثير من جنس هذا الكلام الذي نقلناه عنه آنفا ، وفيه من الجرأة على إرسال الألفاظ الفجة النابية ما قد رأيت !! فإلى الله المشتكى !! .
**